شمسٌ باردةٌ، قمرٌ مُطفأ
1- يأتي الشّتاءُ فلا شمسٌ تَكادُ تُرى
شمسُ الشتاءِ تُحبُّ الصَّحوَ لا المطرَا
2- يأتي الشّتاءُ فتجتاحينَ أخيلَتي
بذكرياتٍ غَدَتْ في لحظةٍ عُمُرا
3- أيَّامَ كنَّا معَ الدُّنيا نُقايضُها:
إنْ تَسرقي ليلَنا لنْ تسرقِي السَّهَرا
4- مُستَسْلمَينِ لأقدارٍ مخبئةٍ
لا خوفَ يدفَعُنا أو يدفَعُ القَدَرا
5- كلُّ الحكايةِ مَا أَخفَتْ بِدايتُها
أنَّ النِّهايةَ مَا كانتْ لتَنتظرَا
6- هناكَ في دربنا المنسيِّ ثَمَّ خُطىً
لم نمشها وخطىً قد أنبتت حُفَرا
7- في الوحشةِ الآن درب لا أَملُّ بهِ
رَكْلَ الحصاةِ كأني أركلُ الضَّجَرا
8- على الرصيفِ مواءٌ بتُّ أعرفهُ
هذا المواءُ صهيلٌ في الدَّمِ استَعَرا
9- تبكي الحديقةُ إذ تبكي على رجلٍ
من فرطِ وحدتهِ قد عانق الشجرا
10- إنْ قَبَّلَ الصورَ الخرساءَ أَنْطَقَها
مَسٌّ منَ العشقِ أنْ تَستنطقَ الصّوَرا
11- يا حُلوةَ الريقِ خمرُ الريقِ مُسْكِرةٌ
فلا تلومي فمًا من سُكَّرٍ سَكِرا
12- أناملُ الشِّعرِ لو مَدَّتْ إليكِ يدًا
لاستشعرَ الشِّعرُ في أطرافهِ الخَدَرا
13- الذنبُ ذنبيَ عافَ الماءُ غَيمَتَهُ
ما حاجةُ الغَيمِ بالماءِ الذي انحدَرَا
14- تَدري الرياحُ بأني لم أَمِلْ مَعَها
لولا قساوةُ هذا الغُصنِ ما كُسِرَا
15- أنا هُزمتُ وما في الحبِّ منتصرٌ
إلا نبيٌّ على لذّاتهِ انتصرا
16- عاديَّةٌ قِصصُ العُشَّاقِ تُشبِهُهمْ
وبينَنا كانَ حتّى الكُرهُ مُبتَكَرا
17- لما أطالوا شروح العشق كنت أنا
مَن كثّفَ الشرح حتى جاء مختصرا:
18- الحبُّ ما ازدادَ رغمًا عنْ تَقادُمهِ
وليسَ حُبًّا إذا ما قلَّ أو فَترَا
19- هلْ تذكرينَ مساءً كنتُ شاعرَهُ؟
كنتِ الحضورَ الذي عنْ أَعيُني استَتَرا
20- كُرمى لعينيكِ لمْ أمنحْهُما نَظَري
سرُّ الـمُتيَّمِ مفضوحٌ إذا نظَرَا
21- يا واهبَ الشعر معنىً كانَ ينقصه
رغمَ اكتمالِ الصَّحارى لم تَزَل نضرا
22- إلى متى أيها المنفيُّ في اللغة
الخضراء سوفَ يَظلُّ العُمرُ مُختضِرا
23- أشعِلْ حُدوسَكَ إنْ قالتْ لكَ امرأةٌ
لن تَدخُلَ الليلَ ما لمْ تُطفِئ القَمَرا
24- قد تُرهفُ القلبَ قبلَ السمعِ فاتنةٌ
لا تكتبُ الشِّعرَ لكنْ تَفتنُ الشُّعَرَا