الثلاثاء ١ أيار (مايو) ٢٠٠٧
قصتان قصيرتان جدا
بقلم هشام بن الشاوي

طاقية حمراء

(إلى :العزيزعبد الغني بنكروم ، الله ينجيه من (قوالب ) البنائين !! )

لاحت له من نافذته العلوية ، تسور إيروس أعماقه القائظة ، أشار إليها بيده إشارة استفزتها كامرأة محترمة ..
خلع طاقيته الحمراء وقميصه الأزرق ، طلب من زميله أن يرتديهما، ويعيره ثيابه ..

في منتصف درج الورش صادف ثلاثة رجال بوجوه محتقنة وخطى متلاهثة ..
تنفس الصعداء ، حين تجاوز بوابة العمارة .

لمحوه ممددا فوق أكياس الإسمنت الفارغة ، أيقظوه ، وبلا مقدمات ، انهالوا عليه ضربا .. استفسرهم عن السبب ، أجابه أحدهم :
  كل جيران العمارات المجاورة يشتكون من البناء صاحب الطاقية الحمراء ...
مشدوها هتف :
  الآن، فهمت كل شيء !...

2- أضعف الإيمان ...

(إلى: وفاء الحمري ، طاعنة في طيبوبتها الخرقاء !!)

استوقفوه ، ألقوا عليه تحية الإسلام ، لاذ بصمته المسائي الفاتر ، وشرع أحدهم يتلو بعض الآيات ..
تعكس ملامحه ضجرا قانيا لا تخطئه عين .
لاح في المشهد أخوه المتدين ، تعالت ( سلاماتهم ) وأيديهم .. راضية مرضية .
أخوه الأصغر ، الذي يحثه على الصلاة دوما، نكس رأسه حين مر من أمام مراهق غريب عن الحي ، يقف قريبا من بيتهم مع رفيقته ..

قاوم غليانه ، اندفعت كلماته كالرصاص : " الله يخليك، بلا ما تفرع ليا ك(...)،جاي من الخدمة مهلوك .. " !!.
نهره جارهم الملتحي عن التلفظ بالكلام الفاحش ..

  آسف ، ديزولي ، آيام سوري ...هل تحب أن أعتذر- لسعادتكم - بكل لغات العالم ؟!
 أظن أن لدي- الآن - ماهو أهم من فتوحاتك ، وقبل أن تحاسبني ، راقب زوجتك وبناتك ... !
تراجع خطوتين إلى الخلف ، استدار بسرعة رافعا قدمه، وبكل ما أوتي من عنفوان ، سددها إلى حجر المراهق :
  طلبت منك – أكثر من مرة - ألا تقف هنا يا ابن ال(...)...!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى