الأربعاء ١٠ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

طوفاننا يقول

ياسر السعيد الششتاوي درويش

لوجه الحقائق
كم يقتلونْ
أتوا
من بطون الظلام
لكي ينشروا
لغة السفك
بين الهوامش
بين المتونْ
حياد الشموس
يملّ أكاذيبهم
ويرى جرْيهم
خلف فيء الطريق الخؤونْ
فكم
زرعوا للشياطين فكراً!
وكانوا
إلى خبثهم يبسمونْ!
لمن أخذوا أرضنا
ذات فاجعةٍ
لا نصالح طغيانهم
لن نغادر شبراً
ولو ذاق مشوارنا
من حياض المنونْ
هو الموت أشرف
من جثوة الذل
أشرف
مما لنا ينشدونْ
سلاماً
على السيف
حين يضيء لنا
جنبات الفتوح
ويبصر فينا
عرامة بذلٍ
فتكتب عنا لشدو المجرات
أيدي السنينْ
فنحن الذين فتحنا البلاد
أنصبح في ليلةٍ وضحاها
ضحية ما ساء
من معتدين؟!!
فلسطين أمي
وسيفي
ووجهي
وشرقي وغربي
وعقلي لها
ولها قد وهبتُ
فضاء الجنونْ
وكل المجازر فينا
تزيد لدينا
محبة وجه الجهاد
تؤسس بين الشغاف
مناصرة الحق
حتى يكونْ
سنسعى
إلى ذلك اليوم
يوم ولادة موج التحرر
يوم ولادة باب الخلاص
ونملك
ألف يقينْ
وجيلاً فجيلاً
سنبقى
ولن تسقط الراية الوعد
فالوعد من ربنا
لن يموت
غداً ستراه العيونْ
لنا أن نصافح
ما يكرهونْ
لنا أن نعانق
نهر الإرادة
حتى تفيض مياه التحدي
وتغرق ما يحلمونْ
سنخرج من موتنا
مثل عنقاءَ
تولد من نارها
لن نزول
كما يحسبونْ
سنبقى
سنبقى
سنبقى
هم الزائلونْ
فتلك بلادي
بلاد جدودي
بلاد الذين
لزيتونهم يعْتقونْ
بلاد الذين
رأوا ما يشيب
وما زال إصرارهم
يتفجر
في وجه من للبسيطة قد أفسدوا
وملامح أوزارهم يحضنونْ
هو الظهر صلبٌ
وليس له يكسرونْ
هو القلب
يغرف من نهر إيمانه
ما الذي عن نجوم بسالته تكتبونْ؟!!
سنخرج
عن حدقات التوقع
حتى ندمر كل أساطيرهم
في دقائق
تشبه وجه القيامة
والعالم المرتدي
لثياب انحيازاته
سيعيش بكهف الظنونْ
وغزة سوف تظل
صراط الذين
لصوت ضمائرهم يبعثونْ
***
انفجارٌ
وراء انفجارْ
بغزة
يبقى اشتعال النواحي متاحاً
لعين الفصول
فيصرخ نبض البراري
ويصرخ نبض البحارْ
وتبقى خناجر فينا
دموع الصغارْ
هنا لا تنام البشاعة
أو تستحي
من أنين الشيوخ
وصوت الثكالى نشاهده
كانبجاس الأسى
من شقوق المرارْ
فحتى المشافي
حقارتهم قصفتْ
ما بها من جريحٍ
فمات الجريحُ
ومات الطبيبُ
وتلك الجرائم لن تتوفى ملامحها
بين رمل التناسي
وذاكرة السعي نحو انتصارْ
قنابل فعلاً كنسْل البراكين
تأتي إلينا
ومن حولنا لدغات الحصارْ
تموت البيوت
وتسقط
فوق الرؤوس
ولا نستطيع الحصول
على خندقٍ صادقٍ
أو أيادي مطارْ
أنا المدنيّ أموت
بلا أي ذنبٍ
وليس معي طلقةٌ
أو حنان مسارْ
ومن يخذلون لنا
مثلما الرمل
كم يكذبون على شاشة الثلج
كم تاجروا بعذاباتنا
كي يعيشوا خيالَ المآتة
كي يرضعوا في أصابع جرو التتارْ
وغزة تُقصف
والطائرات تجيء
بموتٍ جديدٍ
وأهل العروبة
كم يختفون
وراء عجوز جدارْ
أنحن غدونا
هشاشة وقتٍ؟
يسوّق صوت الخضوع
لباب الديارْ؟؟!
أنحن رضينا
بموت أخينا
لنبقى .....؟!!
غداً يصبح الدور نحن
ونغدو فرائس
هذا التخاذل
هل ما وجدنا
بهذا التخاذل عارْ؟!
ننام
ونأكل
والطعنات بغزتنا
تتبرج
ليلَ نهارْ
ألا نستطيع الوقوف
أمام الأعادي
ونحن نظن
بأنّا كبارْ؟؟
ألا نستطيع الحصول
على صهلةٍ
من تواريخ عزتنا؟؟
أو بناء ولوجٍ
لقطف اقتدارْ؟!
سئمنا كلام الضعيف
وفعل الضعيف
ونحن الذين
صنعنا شذا المعجزات
وكنا قديماً
حديث النجوم
وبين يدينا
تجلى رحيق النهارْ
أهذا التباكي يفيد؟؟
ويسكت ما بي
من النار؟!
أو سيئات اجترارْ؟!
أقول لغزة
صبراً
وكوني بريد الإباء
وأمّ التماسك
حتى تجيء الفوارس
بالمعجزات جهاراً
وترسم فجراً
بدون انكسارْ
أقول لغزة
لا تكفري بالرجال
فما زال فيهم
جنود التوقد
والصدق
من يذهبون للشهادة
دون انتظارْ
فيا دمعة الأمّ
بين الفظائع
سوف ندافع عن أرضنا
بالثمين
وكل الثمين
ولن نستطيب
طعام المذلة
أو موبقات الإسارْ
خلقنا
لأرض النزال
نموت بها
وبنا سوف تحيا
ولو كره الكافرون
وحزب الدمارْ
وغزة تبصر
من يتباكى
ومن للدموع أزال
بغيث توجهه
وأعاد
لأرض الحقوق اخضرارْ
تعيش فلسطين
كل المآسي
ونحن لها
كم نسيء الجوارْ!
أليسوا بأهلٍ لنا؟؟
ولهم أن تسربلهم نجدةٌ
من فروض توحدنا؟!
أم نغني؟
ونرقص دون حياءٍ
وهم يرسفون
بأقذر نارْ؟؟!
فغزة تشهد وحشيةً
من عدوٍّ
سليل تبجحه
لا يهاب
سوى قوةٍ
لا تسامح خطو الطواغيت
تجعلهم في بئيس اندحارْ
فغزة تنزف
تنزف
تنزف
إن الدماء تنادي عليكم
متى
تأخذون زمام القرارْ؟؟!
كفانا كلاماً
بدون رصيدٍ
بلا أي طعمٍ
يحاول فيه
عديمو التجذر
أن يوقفوا صفعات الملامة
حيث أشاعوا طويلاً
بأن كواكب أصواتنا
في مقام الغبارْ
فيا زعماء العروبة
إن لم نكن في الصعاب رجالاً
فماذا نكون؟!
وماذا نسمّي الوجوه؟؟!
ووجه الملثم
يقتل فيهم
ويقتل
حتى غدونا به
في أشد انبهارْ
وأنتم تنامون
بين الجواري
وكم تصبحون
على رقصات احتفالٍ!
وكم تذهبون
إلى نكتةٍ!
أو مخاض هزارْ!
أتلك الحياة حياة؟؟
وحتام نجري
وراء الغثاء؟
ونبني له في القلوب قصوراً؟!!
وننسى القضية
ننسى نقدم حتى بنان اعتذارْ؟!
وغزة تشهد
فيها
وفيها
ولكنها لن تكون
ضحية محتلها
أو ضحية سوق التخاذل
سوف تسير
إلى نصرها
ولنا ستعيد اعتبارْ
***
سلاماً على الشهداءْ
فقد عطروا أرضنا
بعطور الإباءْ
فتاريخهم أبيض السرد والخطوات
ومهما تكلم عنهم
لسان المديح
قليلٌ عليهم
هدير الثناءْ
فقد فتحوا الباب
باب التسامق
حتى تعيش كرامتنا
كطيور الروابي
ولم يبخلوا باغتنام الفداءْ
سلاماً عليهم
سلاماً
بحجم الفضاءْ
فلسطين أنتِ
إمام التحدي
إمام التصدي
وخلفك غزة قامت تصلّي
وترفض
أن تحتذي بانكسارٍ
وتقطعُ جذراً
لأي انحناءْ
فيا غزة العزم
والبذل
طابت خطاكِ
وطاب بريق الحداءْ
بذلتِ
جريحاً وراء جريحٍ
شهيداً وراء شهيدٍ
ولم تلبسي طرحة الذل
أو تجعلي الثرثرات شواءْ
فغزة بين الشدائد
يظهر معدنها
في أشد اجتلاءْ
تقاوم
ثم تقاوم
حتى تعلم كل النواحي
معاني الوفاءْ
تقاوم
ثم تقاوم
حتى تصون رحاب العروبة
والدين
تباً لمن يحبطون
جيوش انتماءْ
وتباً
لمن يخذل الأرض
من يخذل العرض
من يخذل النور
بعد الظلام الممضّ
ويجفو لحبْل النداءْ
فغزة في صبرها
كم تنادي
أنسمع
يا أيها الزعماءْ؟؟
وغزة بين خضم العذاب
تراقب
ما سيكون
وترجو ضفاف الحياة
وترجو
ومن حقها
أن تنال شروق ارتواءْ
فهم في يد الجوع
كم يشتهون رغيفاً
يصافحهم
أو زجاجة ماءْ
فأين الشعوب؟
وأين الضمير؟
وأين....؟!
وأين....؟!
أكل معاني المروءة
قد طالها
بصمات اختفاءْ؟!
لطوفاننا كم نصون
لكيما ننظف أوردة الأرض منهم
ونبدأ عهد النقاءْ
لطوفاننا كم نصون
لكي نتساقى
لضوء السلام
وعصف الحروب
يذوق انطفاءْ
نحب مروج التعايش
لكننا لن نكون
لأي احتلالٍ غذاءْ
نجاهد
ثم نجاهد
مهما بذلنا
لسوف نظل
على الدرب
دون انتهاءْ
وغزة تشهد
يشهد أيضاً
رعيف الدماءْ
أقول لغزة
لا تحزني
لا تخافي
فطوفاننا ينجب العاشقين لأوطانهم
لا يعز على موجه
باجتثاث الأعادي لقاءْ
وطوفاننا كم يقول
سلامٌ.......
سلامٌ..........
سلامٌ............
على خافق الشهداءْ

ياسر السعيد الششتاوي درويش

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى