السبت ٥ آذار (مارس) ٢٠١١
وتستمر الايقاعات والرؤى
بقلم رواء الجصاني

عن الجواهريّ، شاعر الأمتين

بعد أربع وثمانين حلقة ً أسبوعية، عن الجواهري الخالد، وحياته وشعره، بثتها اذاعة العراق الحر من براغ، وعلى مدى عامين تقريباً، تأتي هذه الكتابة الختامية لتقول: أن تلكم الحلقات، كانت موجزة ومكثفة في آن، مما تطلب جهداً استثنائياً على ما نزعم، استقطب اهتماماً واسعاً، وحيوياً لأنه كان من نخب ثقافية وسياسية ومتخصصين من جهة، ومتلقين عموميين، من جهة ثانية، وذلك ما كنا نهدف إليه، حين كنا نوثق ونعرض في ذلك البرنامج الاذاعي المتفرد ...

...ولعلّ مما صعّب من تحقيق هدفنا المرتجى ، ونفترض انه تحقق لحدود بعيدة: شمولية المحطات المبهرة، والتاريخ الثري، المتنوع، للجواهري الكبير، المنوّر والمفكر والسياسي، والشاعرالعبقري ، قبل كل هذا وذاك... في وطنياته وعربياته، بل وانسانيته: المُلهم والملهِم، المتمرد والغاضب والمغاضب والعاشق والفنان، كما والموثق للأحداث والمؤرخ للزمانات المديدة التي عاشها على مدى سبعة عقود... وقد عانى ما عانى ضريبة على مواقفه وآرائه ورؤاه من أجل الارتقاء والنهوض... ودون ان يتردد، أو يتراجع، أو يهادن حتى:

بماذا يخوفني الأرذلون وممن تخاف صلال الفلا
أيسلب منها نعيم الهجير ونفح الرمال، وبذخ العرا
بلى ان عندي خوف الشجاع وطيش الحليم وموت الردى
متى شئت أنضجت الشواء جلودا تعاصت فما تشتوى

لقد أسعدنا جداً، وصف موجز ومعبّر في آن، كتبه إلينا أحد الأساتذة المهتمين بحياة الجواهري، وتاريخه... وخلاصته: ان حلقات البرنامج كانت نوافذ مشرعة لمن يريد ان يستزيد... يحتر أو يبترد، يعشق أو يثور، يأنس أو يحزن، يقلق أو يستقر... وما بين هذا وذاك كثير... وتلكم هي بعض سمات الديوان الجواهري العامر، ذي الأكثر من خمسة وعشرين ألف بيتٍ وبيت...

حقاً، كان لأجواء الحلقات ومضامينها ان تغدو أشد جذباً لو طعمت بقصائد صوتية أكثر للشاعر الخالد... ولكن، ذلك ما كان بقدرتنا، في مركز الجواهري في براغ، المدار ذاتياً من عصبة متطوعة، وحسب، ومنذ نحو عشرة أعوام... ولهذا الواقع أكثر من دلالة ومؤشر لمن يريد أن يستدل، ويؤشر ويفهم، دعوا عنكم الدعين والمتربصين والمتنطعين والمتفيهقين وأضرابهم...

وللتوثيق، ودعوا عنكم التباهي- ولمَ لا؟- نسجل هنا ان استعراضاً، ولو سريعاً لمختلف ما كُتب عن الجواهري، وأرّخ له، يتيح لنا البوح بأن الحلقات الاربع والثمانين التى نتحدث عنها، والتي بثتها اذاعة العراق الحر من براغ، ونشرتها العشرات من وسائل الاعلام، كانت الأولى من نوعها، وفحواها، ومحتواها عن شاعر الأمتين العراقية والعربية... وقد بادرت اليها، وتفردت بها تلكم الاذاعة الأميركية، من بين كل وسائل الاعلام العراقية والعربية الأخرى المسموعة أو المرئية، الفضائية أو الأرضية،... ونقول ذلك بمنتهى المسؤولية والثقة، فهل وصلت الرسالة يا ترى؟... ونستدرك هنا فنشير الى استثناء استثنائي أخير، ونعني به الدراما الوثائقية، الموسومة: الجواهري، كبرياء العراق، التي اعدها واخرجها الاعلامي والفنان المبدع انور الحمداني، وبثتها قناة السومرية بسبعة اجزاء، قبل فترة وجيزة ...

... أخيراً، وبالارتباط مع كل ما تقدم، لا يجوز لنا ان نتجاوز هنا الاشارة على الاقل، لأهمية المشاركات التي أسهمت في اطلاق، وادامة وتطوير الحلقات الاسبوعية، الثمانين والأربع من تلكم الايقاعات والرؤى الجواهرية، موضع الحديث، ونعني بذلك مشاركات: نسرين وصفي طاهر وسميرة مندي وفريال حسين وعدنان الأعسم ونبيل الحيدري... إلى جانب مخرجنا الكردي النادر: ديار بامرني...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى