الأحد ٣ آب (أغسطس) ٢٠٠٨
محاورة مع الشاعـر صلاح الندى
بقلم حسين حمدان العساف

في المهرجانات التي تصنعها الجماهير بأنينها وفرحها تولد القصائد

ولد الشاعر صلاح حمد الندى في قرية ( كبّـار) التابعة لمحافظة الحسكة، العام 1956، ونال شهادة الثانوية العامة في مدينة ديرالزور، العام 1975، ثم الهندسة الزراعية في جامعة حلب، العام 1981، ويعمل حالياً مهندساً زراعياً في مديرية زراعة الحسكة، مساعـد باحث في هيئة البحوث الزراعية بمدينة الحسكة. متزوج، وله وحيده(أحمد). وصلاح الندى اسم معروف في محافظة الحسكة، شارك في المهرجانات الأدبية بسورية ، منذ العام 1975، ونشرت
قصائده الدوريات والصحف المحلية والعربية .

أجريت معه المحاورة التالية التي أرادها أن تكون فورية مباشرة دون سابق تحضير.

ـ متى بدأت رحلتك مع الشعر: وكيف كانت البداية؟
 إذاكانت الشاعـرية تعني الإحساس بالموجودات الكونية كمؤثر، فالبداية هي بداية الإدراك، أما التدوين فهو مع بداية المرحلة الإعدادية حيث بدأت أمتلك بعض الأدوات التعبيرية، وقد كانت بداية مدوية لا أنسى وقعها على أساتذتي آنذاك.

ـ أتميل إلى الشعر القديم أم شعر التفعيلة أم الشعر المنثور؟
 مادام شعراً، فهو ضالتي، المسافات القصيرة والمرامي البعيدة والخطوات المتأرجحة، إذا كانت المطية مريحة، فكل تلك الرحلات رائعة.

ـ من أعجبك من أعلام الشعر العربي، قديمه وحديثه، وبمن تأثرت؟
 مابين هراس النابغة وبين بقايا وشم خولة بنت العبد وبين تدلل فاطم تبين سعاد مما أتبل قلبين، وجاءبه إلى سمراء متمردة على حصان يعبر الضفة، يصرخ به شاعـر عـملاق تقدموا، هذه حديقتتي التي أرتع فيها.

من الملاحظ أنّ الشعر أخذ يبتعد عـن الجماهير أو أنّ الجماهير أخذت تبتعد عنه. ماسبب هذا الانفصال بينهما برأيك؟
 في المهرجانات التي تصنعها الجماهير بأنينها وفرحها تولد القصائد، الشاعـر الحقيقي يدوّن تلك القصائد، وينسب ذلك المولود إلى أهـله، فيقـرون نسبه، ويتغنون به. أما الدخلاء فلا يجيدون ذلك، هنا تكمن العلة. بين الدخيل وبين الشاعـر.

ـ كيف ترى واقع الحركة الشعرية في سورية عامة وبمحافظة الحسكة خاصة؟
 كالنجوم والأفلاك كالمواليد والأموات، الشعراء لهم مساحتهم في تلك السموات، لكن المحزن أنّ المبدع غالباً لا يجد من يؤازره، والمبدعون كثر في سورية وفي الحسكة خاصة، لكنه أدب، ومن الأدب أن لا يحمل الشاعـر قصائده، يستجدي بها هامشاً بجريدة أو بقعة ضوء في فضائية تتهاوى، فالفـرق كبير بين الأديب وبين المهرج .

ـ تفـقـدك الجمهور الذي اعـتاد سماع صوتك في منابر الحسكة، ماسبب احتجابك في الآونة الأخيرة عن الساحة الشعرية؟
 قـد أنشد قصيدة لمتذوق على قارعة الطريق، وقد أجلس على رصيف الأماسي أنشد لأماسي الحسكة الراحلة. المدرجات الخاوية أفزعها نعيق الغربان، التطبيل الممل، في حين لم تبل جنونيات قيس بن الملوح، ولم تفـلّ قوافي عـنترة، مزيج غـير متجانس، دخلاء الأدب والجمهور الهارب من أتون الحياة الحديثة.

أنت تكتب الشعر الفصيح والشعر المحكي، حدثنا عن تجربتك فيهما، وأين تجد نفسك؟
 وكل ذي غـيبة يؤوب، وغائب الموت لا يؤوب: صدى النواح وأنين الثكالى أنضجني منذ أن أدركت أنني طيف عابر إلى عالم كان يرعـبني تصوره، عندما أقف بين طلابي وتجتاحني أرواح عكاظ والمربد أهرب إلى الذكرى، فيفاجئني شهيد يتشحط في دمه فأقول منشداً:

أحن إلى لقيــــاك والشـــــوق واجب
به تزدهي الذكــــرى وتعلو المراتب
 
على دمك الغالي تنــــــوح حمــــائم
لهنّ من الدمـــع الحنون ســـــحا ئب
 
وعـندما أجلس بين أهـل ريفي أقـول لها:
 
هلـج ماباعــوا التـــــاريخ للعــــــار
ولا جاست كصصهم لطخة الطيـن
 
هلج ربّـوج مهرة بــــأول الخيـــــل
تطبح الشاشهم بس ما تـطيــــحين
 
وهلج حطوج للنامـــــوس عـــنوان
وزهــت بيــج المعاني والعنــاويـن
 
اخطبوج العز أهـلنا ومهرج الموت
وخيطولج اجفان العز فســــــــاتين

ـ ألديك أعمال مطبوعة؟
 نعم! صدرفي العام 2002 ديوان (قناديل الفرات)، وعندي الآن خمسة دواوين مخطوطة في طريقها إلى النشرقريباً إن شاء الله، ثلاثة باللغة الفصيحة، أحدها كتبته في إيطاليا حين ذهبت مبعوثاً إليها،واثنان باللهجة المحكية.

ما الموضوعات التي تطرقت إليها في قصائدك؟
 موضوعات الحياة اليومية التي تتصل بحياة الناس، و تحمل الهم الوطني والقومي والإنساني.

:أتود أن تقول شيئاً في ختام الحوار، ؟
 أقول صادقاً ليتني ماكنت شاعراً، فأنا في مأتم مستمر، وفـرح لا يحتمل، وكلاهما قاتل، أتمنى أن أعطي هـذه الشاعرية الفطروية لأحد دخلاء الأدب ليعيش لحظات الحقيقة، ويريح نفسه من تكلف الكتابة، لكنه سيخسر مكانه تحت الأضواء المزيفة:

كنا كــــــراماً قفار البيد مســــكننا
طعامنا من حليب النـــوق والرطب
 
فلوثتـنــا حضارات مـــــــــــزيفة
كما يلوث جلــــد الشاة بالجــــــرب
 
أتباع ماسون في أوطاننا رتعـــوا
وهم بمصطلــــح التشبيــــه كالـذنب
 
بقـية من بقا يـــا خيبـــــر زحفت
إلى المناصب تشري الناس بالذهب
 
مضى الزمان الذي كنا نسام بـــه
خسفاً ويخدعـنا الباغــــون بالحسب
 
تفجري ياقوافي الشــــعر صاعقة
وســــــيّجي حقلنا المعطــاء بالشهب
 
سطرت بالقلم المقهـــور ملحمتي
وشاد بالفأس مجــــد الكادحين أبي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى