الأربعاء ١ شباط (فبراير) ٢٠٠٦
بقلم أشرف بيدس

قربان

كنت قد عزمت علي أن تكون رسالتي الأخيرة هي آخر ما بيننا، ليس لأنني مللتك. أو زهدت النظر إليك. لكني خشيت عليك سهامهم السامة، وكلماتهم الجارحة، ونظراتهم المتسلطة، خشيت أن تكون ضحيتي وأنت التي قدمت حياتك قربانا لي. اعترف بأن سياط الآخرين كادت تنجح في إحباطي والنيل مني وإلحاق الأذى بمشاعري. كانوا يخططون للانقضاض علينا وتشويهنا. لقد كانت اتهاماتهم قاسية بصورة لم أعد أتحملها. جعلتني أفقد القدرة لبعض الوقت علي المواصلة، فقدت الثقة في نفسي، لكني لم أفقد الثقة بك. اتهمني البعض بأن الزمن ليس زمن الأغاني رغم أن ما يرددونه لا يرقي لمرتبة الأغاني الهابطة، وقالوا إن الأيام تغيرت. وأصبحت حاجة الناس ماسة لرغيف الخبز. وليس للهزل، وإن تلك الكلمات التي اسطرها تنم عن فراغ وضيق أفق. ويجب بترها والتعامل معها وكأنها أفعال مشينة تلزم القصاص. أطلقوا في وجهي أحكامهم الباطلة وفتاويهم المطاطة. وحاولوا إقناعي بأنني مرتد وشرعوا في محاكمتي بتهمة الارتداد.

اتهموني بالجنون والعته. وأنني شخص موتور مغيب عن واقعه. ونصحوني بالكف عن هذه المهاترات، أو بالأحرى هددوني إذا زاولت هذه العادة الكريهة سوف يلجأون للتشهير بي والسخرية والاستهزاء مني. ولم يكن ذلك رغم بشاعته ما يخيفنى.. بل نظرات الحسرة التي سوف تملأ عينيك هو ما كان يزلزلني. خشيت..

حاولوا فرض الوصاية علينا. بعد أن أقنعوني أنه لا وصاية لأحد. وأن الأشياء اختيارية مادامت لا تلحق الضرر بالآخرين. وكانوا يكذبون.

علموني كيف أحبك. وعندما أدمنتك، كفروني واتهموني بالجنون.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى