الأربعاء ١ حزيران (يونيو) ٢٠٠٥
بقلم إباء اسماعيل

قضيّة

الحياة تؤرجحني.. يتلاصق الزمان و المكان.. يتوقفان عند شرارة الروح التي تعلن بدء النور يتوهج في المدى ساطعاً كقُبلة أزلية مذهلة الطفولة لتقول ياألله ما أروع الشمس حين تتوهج أزهاراً وأناملاً حريرية دافئة بل حارّْة كقلب عاشقَين تفتحت براعم قلبيهما زهواً من رحيق الصباحات المتفجرة باللعبة الذكية لبهاء الكون..

هما يتحدثان عن خطو جنونهما المبشر بالجمال.. الجمال أيتها العوالم الخفية وراء أشياء الكون.. أمعقولٌ أن تنتهي رحلتهما كجنديٍ عاد من غبار المعركة لا هو سجّل مجد استشهاده و لا هو حمل وسام استحقاق من وطن نسيه حقاً كأنه ريحاً حلّت ضيفة و تلاشت في ذاتها لم تسجل ذكرياتها.. و لماذا تسجل ذكرياتها إذا كانت تزرع و تحصد الخراب؟ كذا الجندي ما معنى وجوده بيننا إذا كان يود أن يحصد الرؤوس و الأنفس؟!!

هل انتهت رحلتهما حقاً ولم يتبق إلا يباب الذكريات ينهش أيامهما كتلك الريح.. ريح التلاشي.. ريح التراب الخاوية من وهج الإنتظار.. غربةٌ أسيرة الحلم.. بعيدة الخطو.. حادة المخالب تمشي بطيئة كجلاد يستهويه تعذيب من يحب و يدميه في القاع ليصل إلى شرايين الضحية.. و يقول هكذا تكون المحبة.. هكذا تكون القضية.. نعم القضية.. قلت لي.. كل شيء يذوب كالقضية لكنها لا تذوب.. بل كل شيء يصبح القضية.. و يتفجر نشوةً بريئةً أو غير بريئة على حساب القضية.


مشاركة منتدى

  • الى ابا الابداع كل ما تكتب رائع والى الامام يا مبدعة
    مع اطيب امنياتي لك وللموقع الرائع الذي اثلج قلبي عندما نشر قصائد اخي وصديقي المغترب في نفسه الشاعر الاديب النج حيدر او حيدر النجم

    صادق الموسوي 15 سنة
    رئيس اسرة الكتاب والادباء /العراق

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى