
كشفٌ على شالِ صبية


لبنتٍ أمامَ الليلِ تغزلُ شَالَها
تَمدُّ إلى النّجماتِ شوقاً حِبالَها
وتحتارُ في لونِ الأظافرِ أيُّها
يُعبّرُ عن حُزنٍ تَسلّقَ بالَها!؟
تقولُ: إذا جاءَ الصّباحُ فَشَامَتي
ستسألُني عمّن أرادَ احْتلالَها
ويَشتَاقُنا الشّبَّاكُ كُنّا أمامَهُ
نُراقبُ حُزنَ الشّامِ كيفَ اسْتمالَها!؟
هُنا جَدّةُ الأولادِ تَحلُمُ أنّهم
يعودونَ، أو يوماً أجابوا اتصالها
هُنا جارُنا السّكرانُ يسألُ عابراً
لماذا وَرِثنا عن دِمشقَ اخْتيالَها!؟
هُنَا أتقنَ السّوريُّ توديعَ أرضهِ
وخبّأَ في جيبِ الخيالِ هلالَها!
غريبانِ عن حُزنِ المدينةِ ليلُنَا
تَغاريدُ عُشّاقٍ تُطيلُ دلالَها
أَمُدُّ سَنا وَجهي على صحنِ كَفّهِ
فيقتاتُ من عَيني ارْتياحاً بَدَا لَها
أنا لحَبيبي، مِثل فيروزَ رَدُّنا
لعصفورةٍ بيضا، أعادتْ سُؤالَها
أنا لحَبيبي، كالرّغيفِ وحِنطَتي
بساتينُ شِعرٍ كم أحَبَّ سِجَالَها!
يوَشوِشُني حُزنُ المدينةِ ساخراً
قَديماً، تمنّى العاشقونَ نوالَها
حكاياتُ قبلَ النومِ حُبٌّ مُزخرفٌ
خُرافةُ كُتّابٍ أرادوا اكتمالَها
لماذا بلادي لا تُحَكّمُ قلبَها؟
كما حَكَّمتْ في الأبرياءِ قِتالَها!
سيرحلُ عَنّي من أُحِبُّ وينحَني
لعُكّازِ حربٍ قدّستْ جِنرالها
وتورثُ فيَّ الصّمتَ أصداءُ شعرهِ
لها رنَّةٌ في الحزنِ تحكي انْفعالَها
لسيّدةٍ في الشّامِ سرّحتُ جسمها
بشِعري الذي لن يستطيعَ جمالَها
فتهمسُ لي بين الأغاني بخافقٍ
تَفتّقَ في سُكرٍ أمّدَّ خيالَها
كجثَّةِ سوريٍّ تُباعُ وتُشترى
أبيعُ الهوى، حتّى أطيقَ احْتمالها!
محمد بواب، شاعر سوري