الأحد ٧ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

لا مياه لهذا اليباب

جمال غازي فرسان قاسم

لا مياهَ على كلماتِ المغني
ليمنحَ هذا اليبابَ
جداولَ شعرٍ وتغريدَ شحرورةٍ
سوف تنسحبُ الطيرُ
من شجرٍ في الحفيفِ
وتنسِلُ نحو الجنوبِ
لا مياه على كفِّ سيدةٍ
من كلام أساطيرِنا
كي تعيرَ الحدائق غيمتَها
وتُردِّدَ خيبتَها
في السهولِ ورحلةِ تموزَ
نحوَ الهشاشةِ في الخلقِ
كان الكلامُ المعلّقُ
في سُدّةٍ في الغمامِ
يُشرِّحُ طينَ الحقولِ
ويَشرَحُ عقلَ المزارعِ
ذاك البسيطُ الموزعُ بين الرجاءِ
وبينَ احتياجِ يديْهِ لتفاحةٍ
سقطتْ في الغوايةِ ؛
(قال المغني :هي النايُ بارعةٌ في المجازِ)
وأقفلَ نوتَتَهُ واستعادَ صدًى
ساحرًا في النّشوبِ
لا سماءَ على غيمةٍ
أهدرَتْها الرياحُ رياحُ المواسمِ
في رحلةِ الغيثِ
من زمنِ العاديات
إلى زمنٍ شجّ وِجهتَنا
لا سماءَ على أرضِنا
غادرتْ صيفَنا
واستدارَ غدٌ
من فجاجٍ معلّقةٍ
في شفيرِ الغروبِ
لا مياهَ على بحرِنا
والمحيطاتُ جفّتْ بفعلِ تسونامي
ورائحةِ الحربِ تنزعُ قلبَ القصيدةِ
من جوفِ جدّتِنا
والحكاياتُ شاهدةٌ
والبلادُ قصائدُ نوريّةٌ
أعتمَتْها المكائدُ والقهرُ ..
أطماعُ فرعونَ في زبدِ الغيمِ
فكرةُ نيرونَ في النار يحلبُ أنفاسها
وشراهةُ شمشونَ شهوته في الخراب
إلى أيّ حدٍّ سيمضي الشراعُ؟!
إلى أي معنًى ستصفو الحروفُ ؟!
ومن سوف يجمعُ هذا الشتاتَ؟
على ليلةٍ لمُغنٍّ ضليعٍ برؤياهُ
في الليلِ يهوى المغني تباريحَهُ
ويسبّحُ في حُلّة الهمسِ
في جُبّةِ النفسِ للمُنتهى
ثم يشدو المغني
ويروي ويعوي
ولا يرعوي
ثم يعوي كذئبٍ تشرّدَ
في غابِ أوجاعِه والخطوبِ
سوف تنزلُ
عن نجمةٍ راوحتْ قامتي
مزنةٌ لتُتيحَ لسبّابتي
أنْ تُشيرَ إلى مائِها
سوفَ تَعلقُ ..
سبعُ سنابلَ في خطوتي
لتُعلّقَ سيدةٌ قشَّها
في الجدارِ وصورةَ والدها ..
تتأمّلُها : مات يحملُ في يده ما رأى
الحكاياتُ لا تنتهي هكذا
دون فاتحةٍ للنشيدِ
ومعنًى حَداهُ الصدى وانتهى
الحكاياتُ مرويّةٌ
في مواعيدَ من أملٍ في الحياةِ
ومن رؤيةٍ في غدٍ قادمٍ كالشُّعاعةِ
كالوَضْحِ في المرجِ في المُشتهى
والسنابلُ مرويةٌ والورودُ بماءِ القلوبِ
وأنا حين يتعبني الصمتُ
أهدِلُ شوقَ الحمائمِ
أَبرَحُ غصنًا غفا في مخيلتي
ثم أنحو إلى خفقةٍ أطربَتْني
يقولُ المغني : هيَ النايُ
بارعةٌ في المجازِ شفاءَ تبتّلِ أغنيةٍ
وصلاةِ يدٍ حملَتْ غيمةً من طيوبِ
لا مياهَ على كلماتي
لأَمنحَ هذا اليبابَ تمائمَ ترويدةٍ
فالقصائدُ بُشرى على غيمةٍ
أجّلتْها السماءُ إلى موعدِ الخصبِ
والوقتُ رهنٌ بكفيَّ
هاءتْ رؤايَ
على التلِّ واستعجلَتْ فكرةً
(الزمانُ تصحّرَ، والجوْرُ قهرٌ يُؤرّقني)
فرَمَيتُ الحصاةَ
إلى نجمةٍ طاوَلَتْني
على شفَةٍ ولدتْني شقيّا
أغني : أنا شاعرٌ من صهيلٍ و ضَبحٍ
ونايٍ بصحراءِ ليلي الغريبِ

جمال غازي فرسان قاسم

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى