الاثنين ١٨ حزيران (يونيو) ٢٠٠٧
بقلم أشرف بيدس

لست ضحية

حاولت أن أسطر بعض الكلمات.. أشرح فيها ما مضي، تفاصيله، ملامحه، أسبابه، من وجهة نظري، وبعد تفكير أدركت أن الكلمات ما عادت تملك ما كانت تملكه بالأمس، ربما فقدت تأثيرها عليك وأصبحت رسائلي أوراق ناصعة البياض تحض علي الكآبة والشفقة وأحيانا البلاهة، حتي تلك الرسالة الحزينة والأخيرة التي لازمتني معانيها بضعة أيام.. لم أتلق رد عنها.. ربما لم يكن الورق متوفرا، أو أن قلمك نفد مداده، لا أذكر تحديدا سبب إحجامك عن الكتابة، أغلب الظن أنك لم تقرأيها، وخشيت أن تكون فقدت منك في زحمة يومك الخالي من شيء ذو قيمة.. وكأنني كنت أكتب إليك واجب مدرسي في العطلة السنوية.. لا قيمة له ولا معني.. ورغم الأحاسيس المختلطة التي كانت تنتابني من هذا العزوف غير المبرر، أحيانا كنت أبحث عن مبرر واحد يقوي من موقفك، ويضعف من شكوكي، وتساءلت هل تعتقد حبيبي أن قلبي مثل قلب الأم يشعر بوليده.. ربما يكون هذا الاعتقاد قد تسلل إليك.. ويسر لك لك تجاهلك، لكنني لا أملك قلب أم أو أب، أنا عاشق فقط، عاشق بكل أنانيته وجنونه ورغبته الجامحة في امتلك قلب من يحب.

عاونتك كثيرا، وساعدتك كثيرا، ولم انتظر مقابل معنوي أو أدبي أعلم أنك تفتقدينه، وما كنت لأطلب شيئا خارج إمكاناتك.. نجحت كثيرا في إزاحة كل خصومك حقا وزورا، وكنت أقنع نفسي بأن هذا عمل جدير بالاحترام لأنه مردود في نهاية الأمر لي، فسعادتك كانت تعني سعادتي.. فهل تطلبين مني أن أتخلص من قلبي كي يرتاح قلبك..

من حقك الابتعاد.. أو الهروب، أو ما شئت.. خائفة.. شاردة.. لاهثة، ربما تكون يقظة ضمير في غير المواعيد الصفح.. وليكن.. أي شيء يمكنك استخدامه.. إلا شيئا واحدا وهو أن تجعلي من نفسك ضحيتك.. ارحلي.. اختفي.. اذهبي حتي إلى الجحيم، لن أغضب.. ولن أثور.. ولكن أحذري أن تكسبي عيناك تلك النظرة البريئة والعفوية وأن تجعلي من نفسك ضحية.. فهذا معناه الوحيد أنني كنت الجاني.. وهذا لن أقبل به أبدا.. قد أشارك في نهاية مقبولة تحفظ ماء وجهك، ولكن ليس علي جثتي.. أفهمي ذلك جيدا.. فلست ضحية ولست أنا الجاني!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى