الثلاثاء ٢٠ آذار (مارس) ٢٠١٢
بقلم
ماعدت طفلا
كان القمر صافياً مثل عيني صبيةحين انثنت كفٌها في الوداع الأخيروكان الشجر يعبر الشرفات الغربية..كان الزمان مطراً لاسعاسألوني عن الغيمة الوافدة..عن الشمس كيف تصبح فراشةسألوني عن اسم حبيبتيوعنوانها وتضاريسها ..والأهداب الكحلاكانت رياح الشمال تستبيح الندىعن رموشها..وكان الحلم يعبر حدود الجرح نحو المحالكان النهار جمرة في رماد الخرافة...انفجار على الواحة الجامدة.فرساً في أغاني الأطفالوكانت أقمار الحزن الفضيةتنبض في القاعحيث عذارى البحرمن لون الفجرتنسج إكليلاوحيث حبيبتي فوق البلٌور الأخضركانت العصافير تبتسم ليوكان في الأرض اعتذار للجراحكان في كل الجسوروفي امتداد الحور..في القطارات والنوافذ ..في الموانئ وفي الأرصفة ..وفي تجاعيد الدخان ..شيء منيينزف الدفلى في الهضابوامتداد السهلاوكان الذهب الأسطوري..كان الشحاذونفي القدس ومكةأو كان الطاعون ..ما قصدت ضحكاترؤوس الأطفال المقطعةالمكدسة في العواصم..صرختي تعرفها ..ما قصدت النيل حين يخافولا سر الطائر الأخيرفي الغابة المشتعلة ..ما قصدت حراس صاحب الجلالةولا رعش ضفائر العجائزوجلاما قصدت ساحات الأضرحةوهي تتسعولا الحديد الباردولا الجدران الرطبةوما تقصدت كنعان أو عدنانولا الخيول المكبلة شلها الهوان ..ولا مشرط الأحزانولا صفرة الوديانولا غياب الفرسان عن الميدانما هم إن ولدت في حزيران ..أو كان البحر والرمل مفترقان ...أو حتى إن تسفك وتباع الأوطانما دامت الطواويس على عروشهامحفوظة المكانبالدماء ثملابلحظة..رأيت في الغسق وجهي يداورني ..وسمعت في الفجر صوتي يحاورني ..وعلمت في السر أن قبري يغادرني ..ما زلت أقف على الهوة القاتلة..أحارب بحراً من الموتوالشوق للحظة الفاصلة....وأحتاج إلى شجاعة الأطفاللأرحل نحو البداية ...ولكنني الآنما عدت طفلا