الأحد ٧ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

ما لا يُرى

بسام عبد الحكيم وهيب حسن

خُذْ ما تراه
وأعطني ما لا يُرى...
السرُ فانوسٌ تَدلى في الكَرى
السرُ يُشبِهُني
ويُشبهُ وحدتي
يمضي وحيداً السُرى
يمضي وتَتبعُه الظنونُ وما درى
إن الظنون مريرةٌ
للعاشقين
النائمين على وسائدِ حُلمِهِم
الطائرينَ مع الفراشِ
العابرينَ على الورودِ
المتعبين.. إذا استراحوا خلسةً
تغفو على أكتافهم هذي القُرى
فَيَرَونَ زقزقةَ العصافيرِ التي في الفجرِ
سراً.. لا يباعُ ويشترى
السرُ: أنك لا ترى .. كيما ترى
اللهُ حتماً لا يُرى
لكنْ ستُدْرِكُهُ النفوس
بحضنِ امٍ دافئٍ
او دمعةٍ منسيةٍ في خدِ جنديٍ توهمَ أن يعود
وكان يأكلُهُ المدى
او طفلةٍ في الريح يأكلُها السُدى
او شاعرٍ نسيَّ القصيدةَ في مرايا روحهِ فتكسرا
او نظرةٍ من قلبِ عاشقةٍ على مَعشوقِها
ما مرها يوماً حنينٌ مفترى
يعقوبُ عُمراً لا يَرى
في البئرِ يوسفُ لا يَرى
في الطورِ موسى كان يرجو أن يَرى
في الغارِ كان السرُ قلباً مبصرا
وحدي انا أجدُ الحقيقةَ
في انكسار الظلِ
في وَضَحَ الليالي المُطْفأَةْ
في الجمرِ يَحرِقُ عُشبةَ المَعنى
لكي تَخبو النوايا السيئةْ
في الغيمِ يَرسِمُ للبياضِ خريطةَ أحلى
فتَنهمِرُ امرأةْ
وحدي انا
أدريْ بأن السرَ أن تبقى وحيداً
مثلَ عرافٍ تُفزِزه الرؤى
فيفرُ من تفسيرها مُتبعثرا
السر: انك لا تَرى
أن لا تَرى: هو أن تَرى.

بسام عبد الحكيم وهيب حسن

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى