محاولة ليست أخيرة في مديح عينيها
عَـينَاكِ.. أمَّا بَعدُ، مَا أنا قائِلُ
وَالمدحُ دُونَ سَمائِهن يُحَاوِلُ
لم يَجتَرِحنِي الصَبرُ إلَّا ثائراً
عَـن سَورِ مَعنَاهِ الأخيرِ يُقاتلُ
حُرّيتِي لُغَتي الأسِيرةُ في الهَوى
وَصَدَى نِدَائِي في المَسَافَةِ زاجلُ
وَأنَا أُحِبُّكِ كَي أُهَرِّبَ خَطْوَتِي
مِن رِحلَةٍ في اللَّا حَيَاةِ تُوَاصِلُ
يا وَردَةَ الوَحــيِ التِي سَقَطَت عَلى
حَجَــرِ الكَلامِ فسَـالَ مِنهُ جَداوِلُ
وغِوايةً حَسَرَت كَفَافَ حَرِيرِهَا
عَن جَنَّةٍ وَأنَا الصَبيِ الذَاهِلُ
في مُقلَتَي تَشعُّ أسئلةُ الحَياةِ
وفي دمِي ظمَأُ الرمَالِ القاتِلُ
مَا العُمرُ؟ سيرةُ وردةٍ لم تَنكسر
في الــرِّيح لَكِنَّ الحَنينَ مَعَاوِلُ
مَا اللَيلُ؟ حوتٌ أسودٌ في جَوفِهِ
قَلبُ المُسَهَّدِ شَمعةٌ تَتَآكَـلُ
مَا الموتُ؟ سِربُ عَنادلٍ هَبطتَ على
شُبَّاكِ سَيدةٍ وصمتٌ هائِل
لا تَترُكِيني بَينَ أحجِيَةِ اللَّظــى
والثَلجِ حَيثُ الوَقتُ نهرٌ خَاملُ
حَيثُ السَّماءُ فقِيرةُ المعنى فلا
عطرٌ يهبُّ ولا تفرُّ بلابلُ
أنَا في احتِمالاتِ الرمَادِ شَرارةٌ
أنا عَفوَ خارطة اليَبَاسِ سَنَابِلُ
غَرقاً عَرفتُ الحُبَّ حِينَ استسلَمَت
رُوحـي لأزرقِهِ ولم يكُ سَاحلُ
شَغَفُ المجَانِــــين القُدامَــى لَم يَزَل
مُذ ألفِ قَيسٍ في دِمي يَتناسَلُ