الخميس ١ آذار (مارس) ٢٠٠٧
بقلم أشرف بيدس

مرة ولن تعود

لا أعرف سببا لهذا الشعور الغريب الذي تملكني وأحسسنى بالوحدة.. كنت أحسب نفسى قد تخلصت من كل هواجسى التى كانت تصحبني عندما كنت صغيرا.. ها هي تهجم عليّ الآن.. انتظرتك ساعات قليلة لكنها مرت بصعوبة شديدة.. عانيت فيها وزادت أشجاني.. حتي صرت بهذه الحالة المتدنية.. ومما زاد من غضبي أنني ألححت عليك أن تأتي بسرعة.. ربما كنت أشعر ببدايات حالة كئيبة تقترب مني.. وتصورت أن طلبي سوف يلبي.. لكن مرت الساعات البطيئة لتزيد حالتي كآبة.

هل بعد كل هذا العمر.. يتنابني إحساس بأنني مازلت طفلا فاقدا أشياءه في قاع المحيط.. آه لو تدرين كم عانيت.. لدي رغبة في تأنيب نفسى وتعنيفها فما كان علي أن استسلم لهذا السقوط.. وأن أدع نفسي رهين خطوات قدمك التي يبدو أن سرّها حالة البؤس التي عايشتها لكنها مرة ولن تعود.. فلا أملك مقاومة تجربة أخري.. أرهن فيها نفسي تحت اختبار رغبتك ولوعتي.

فصلني عنك الشفقة التي شحت من قلبك وصياتك التي استقوت علي فجأة، كنت أحسبك لينة كأعواد النعناع ، وكنت أعشم نفسي ببعض الكلمات التي اعتدنا أن نرددها.. زاعما في جرأة أحسد عليها بأن لي مكان في هذا القلب الذي شاركت في صنعه.

لا بأس.. أن التجارب المريرة تترك آثارا أكثر مرارة لا تمحي وتذكرنا دائما بأن علينا أن نتعلم من أخطائنا.

فهل ارتكبت الخطيئة الكبري عندما أبحرت داخلك دون أتدبر أمري، وهل كان لي من محاذير وشروط علي إتباعها، وقد كان الاستئذان كلمة مطموسة من قواميس حكاياتنا..
أخطأت في ترك الأمور تسير حسب أهوائي، وتصرفت كعادتي بطفولة، كنت تعشقينها، وتلحين عليّ ألا أتخلي عنها، وهاأنذا أجني ثمارها غير الناضجة.

سأدرب نفسي جيدا علي عدم تجاوز الخطوط الحمراء، ولسوف أخبر عيني عند تستقبل نهارك أن تمحي تلك اللمعة التي تتحلي بها.. وسأردد علي قلبي دروسا ومواعظ بألا يخفق عندما يشعر بقربك.. سأتخذ تدابيري التي تقيني شر بأسك.. واعتداءاتك الساخرة التي لا ترعي أي شفقة.

لست نادما علي شيء.. فقد تعلمت.. وأصبح واجبا أن أقدم الشكر والعرفان.. أعلم أنك لم تقصدي كل هذا الهراء الذي سطرته.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى