مغترب
فلسطينُ اقرأي خُطَبي
عسى أن تفهمي طلبي
أنا في قلبِ مُغتَرَبٍ
روى رؤياكِ عن كَثَبِ
أصوغُ مشاعري صبّاً
بلا زَيفٍ كما العَرَبِ
ولستُ مجاملاً أبداً
بِشِعري أيَّما نَسَبِ
فمجدٌ ضائعٌ أرثي
وأهجو ثُلّةَ الصّخَبِ
وأقرعُ طبلَ مَن أمسوا
غُثاءً حالَ مُعتَصِبِ
وأمدحُ من بني قومي
أبابيلاً كما الشُّهُبِ
أراهم في مدى نظري
كما الطّوفانِ في غَضَبِ
أعادونا إلى يومٍ
بهِ خُضنا الوغى التَّعِبِ
وأعلنّا بِرايتِنا
ضِفارَ العالَمِ الرَّحِبِ
وهذا حالُ من زهدوا
ملذّاتٍ من الحِقَبِ
صلاحُ الدّينِ أسعفنا
فقد غُصنا إلى الرُّكَبِ
وصِرنا في قيودِ غِوىً
بلا دِينٍ ولا أدَبِ
بلا مأوى ولا مهوى
بلا علمٍ ولا خُطَبِ
كما الأرقامِ في زمنٍ
تعالى الجهلُ في الرُّتَبِ
وقادونا كما نُعَمٍ
إلى حتفٍ بلا نُدَبِ
وما لِلرّجعِ من سببٍ
فقد تُهنا بلا سَبَبِ
وعاقرنا تغابُنَنا
بِأروقةٍ من الكُرَبِ
وها قد حان موعِدُنا
لِنجمعَ ناشِفَ الحَطَبِ
ونحزُمَهُ لِمِحرقةٍ
إلى نارٍ بلا لَهَبِ
ونحيي مجدَ أمّتِنا
بِأرتالٍ من النُّجَبِ
يداوون الجراحَ هُدىً
بِالاستبسالِ في النّشَبِ
ألا يا غزّةُ ابتلعي
جراحاتٍ على هُدُبِ
وأعلي رايةً شمخت
بِنصرٍ قُدَّ من عَتَبِ
إلى أن يأذنَ المولى
بِأن نأتيكِ في سحُبِ
ألا يا قدسُ فانتظري
فتوحاً رغمَ مُغتَصِبِ
فَمَن يصبرْ على ضَيمٍ
سيغنمْ نَصرَ مغتَرِبِ
ومَن يألمْ بلا شكوى
عن الإيمانِ لم يَغِبِ
فلسطينُ التي أهوى
حماكِ الله من غَلَبِ
فأنتِ الآن أمنيةٌ
تُرى في قلبيَ السّلِبِ