ملكُ القريض
لقد أعجبني هذان البيتان من الشعر للشاعر والمفكر الصوفي شمس الدين التبريزي على صفحة أحد الأصدقاء في الفيسبوك:
(ويظنُّ انِّي قد أميلُ لغيرِهِ إنِّي وقلبي باسمهِ مكتوبُ
أنا ما شربتُ الحُبَّ إلَّا مرَّةً والكلُّ بعدكَ كأسُهُ مسكوبُ)
فنظمتُ هذه الأبيات الشعريَّة ارتجالا وَمُعارضةً لهما:
ملكُ القريضِ الشاعرُ المَوْهُوبُ
كلُّ الغواني في هَواهُ تذوبُ
حُلمُ العذارى والغواني للمدى
وَلدى الجميع الفارسُ المَحبُوبُ
سيظلُّ شعري للعذارى قبلةً
هُوَ عندهنَّ المَأملُ المطلوبُ
أنتِ التي في نارِ حُبِّي تُيِّمَتْ
إسمي بقلبِكِ للمدى مكتوبُ
ما ذُقتِ أنتِ الحُبَّ إلا مرةً
من غير كأسي إنّهُ مسكُوبُ
عيشي الحياةَ بحُسنِها وجمالها
وَمعي الوصالُ أيا مُنايَ يطيبُ
الحُبُّ إكسيرُ القلوبِ ونورُهَا
من دونِ حُبٍّ فالحياةُ شحوبُ
الحُبُّ عذبٌ في الوصالِ وَشهدِهِ
مِن دونِ وصلٍ إنّهُ تعذيبُ
تمضي الحياةُ كمثلِ طيفٍ عابرٍ
ما فاتَ من عُمر فليسَ يؤُوبُ
الشَّمسُ من بعدِ الغروبِ شرُوقُهَا
لكنَّنا بعدَ الغروبِ غيُوبُ
لغزُ الحياةِ فلا يُفسَّرُ كُنهُهُ
والموتُ في كلِّ الوجودِ يجُوبُ
إنَّ الحياةَ جميلةٌ وبهيَّةٌ
لو شابَها رغمَ الصفاءِ ندُوبُ
تصفُو الحياةُ لجاهلٍ أو غافلٍ
أما حكيمُ الفكرِ عنهُ تغيبُ
إنَّ الحُظوظ تكونُ ضدَّ طموحِهِ
وَهُوَ الذي قبلَ الأوانِ يشيبُ
وسيجعلُ الأيامَ تبسمُ دائمًا
لم تحنِهِ في النازلاتِ خطوبُ