الأربعاء ١٠ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

نحن كالترتيل

حسن حسين حمو

لم نكن بابا على اللاشيء
حتى يقتفي آثارنا
خوفُ ارتيابٍ في ارتيابِ
واقعبون كما نحن نغني
 عندما نعبر قرب النهر -
للنهر
ونلقي ظلنا للريح
في وضحِ الغيابِ
لم نكن حلْما رماديا خلاسيا
بلا ميناءَ
أو ظلا على وجه السرابِ
لم نكن وهما
تربيه الخرافات
على عشب الصقيع الأبدي
لم نكن سربا من النمل بلا واد
ولا نجوى نبي
لم نكن صُمَّاً
ولا بُكماً
ولا عمياً
لنبقى كسؤال في فراغ اللاجوابِ
نحن موصولون مثل الماء
في نهر قديم
نحن كالترتيل في ناي الوجود
السرُّ فينا مثل آيات الكتابْ
فلِمَ يستكثر السادة
أن نمشي على هدي السحابْ؟!
ألأنَّ الريح نادتنا
فأيقظنا تراتيلَ الترابْ ؟
ألأنَّا لم نشأ أن يتغشانا ضبابٌ
فمسحنا عن مرايا صبحنا غشيَ الضبابِ ؟
ومشينا في خطانا أغنيات
أربكت سادات هذا الوقت
مختالين في هذا الخرابْ
ألأنَّا حين هئنا لرؤانا، قلنا لا
كي تكمل المعنى
مجازات الخطابِ ؟
فلِمَ يستكثر السادة
أن نمشي على هدي السحابِ؟!
حين مات الخوف فينا وتولى
حين سلَّمنا لإيقاعٍ مع الحلم تجلى
حين وسَّعنا لماء النبع
كي يمتد سهلا
حين غنينا لسيزيف فغنى
ثم ألقى الصخرة العمياء عنه
واستقلا
نحن لم نفتن بحلم عبثي
علمتنا رحلة الطير
بأن نقفو حماما علمته الريح
أن يبقى مع الريح كطير غجري
نحن لم نرفع سوى
ما رتل الغيب
فلبينا نداء أزليا
فلِمَ السادة خافوا
أن يكون الماء مرآة لنا
أن يُرى ما بيننا يوما نبيا
نحن لم نخدش هواء
بذئاب الموت
لم نغتل سكونا مريميا
نحن أرسلنا إلى الأشجار
لحنا سرمديا
فاستفاقت لغة من كهفها
وارتد حلمٌ
 بعدما مر عليه الموت- حيا
نحلم الحلم الذي يشبهنا
ونصلي كيفما شئنا
تراتيل الصلاة
فلِمَ ياسادة الخوف
تريدون اغتيال
الأغنياتِ
ربما لم تشربوا من مائنا
لم تأكلوا من حنطة الوجد
التي في حلمنا
لم تشهقوا كالطفل
في وجه القمر ْ
ربما أنتم رضعتم
من حجر
واستعرتم من ذئاب الأرض
أنياب الخرابِ
لو تخففتم من الموت قليلا
لعرفتم ماذا يعني الورد
في كف القصيدة
ماذا يعني أن يمر النهر في بال
الشجرْ
أن يُرى الطفل يصلي
ويخيط الحلم في عش الحمام ِ
أن يصلي الماء في المعنى
فيخضر حنينٌ في الرخام
نحن سرب النور
مرآة الوجودِ
حلمنا يأبى خرافاتِ الحدودِ
من محيط الماء حتى قطرة صلتْ
بأعماق الخليجِ
نحن تاريخٌ من الرفض
سنمضي
دمنا يسقي خطانا
من ثرى بغداد حتى الشام
حتى غزةَ الطوفان للنصر الأكيدِ
لنعيد الشرقَ للشرقِ
ونمحو كل آثار الخيامِ
ونصلي في ربى الأقصى
نغني بسلامٍ للسلامِ

حسن حسين حمو

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى