هذي وردتي ذبُلت
أسْلمْتُ نفسي للحياةِ كما أنا
فإذا الحياةُ تخونُ ما أَسْلَمْتُها
وتقولُ:
كنتَ تظنُّ أنّكَ تحتمي بالثّلجِ
من ناري الّتي أضْرمْتُها
وتقولُ:
سَلْ هذي الطّبيعةَ عن أبيها
ثمّ فَكِّرْ: كيف يحكي صمْتُها
وتقولُ أيضاً:
لا تَخَفْ من ضحكتي
تلكَ الّتي من دمعكم أَطعمْتُها
قفْ خلفَ وجهكَ مثلَ حارسِ قَصرِه
وانظرْ إلى الأيّامِ كيف هَزمْتُها
وتركْتُها ثكلى على ساعاتِها
عبثاً تدورُ، فَلُمْتُها وذَمَمْتُها
ثمّ اسْتدِرْ غرباً
وقلْ للبحرِ:
هذي وردتي ذبُلتْ؛
وكنتُ شَمَمْتُها
لا تنتظرْ منه التّعاطفَ
واسْتدِرْ شرقاً
وقُلْها للحقولِ: (ظلَمْتُها)
هيَ وردتي الأحلى، وإنّيَ نادمٌ
ماذا سينفعُها إذا كَلّمْتُها؟
وإذا نذرتُ لها ترابَ القلبِ
أو خَصّبْتُهُ بالدّمعِ؛ أو قلّمْتُها
ماذا سينفعُها؟
وقد ذبُلَتْ
وقد يبستْ
وقد يئستْ
وقدْ سَمّمْتُها
ما عادَ ينفعني
وما عادتْ تفوحُ،
تناثرتْ في الرّيحِ حينَ ضَمَمْتُها
ما عادَ ينفعُني البكاءُ
ولا الأسى
وأصابعي لم تَكْفِ حينَ قضمْتُها.