الثلاثاء ٤ تموز (يوليو) ٢٠٢٣
بقلم عادل القرين

هل هذا من عندي؟!

كلما طاولت جدران الطين شممت أنت وأنا العبق، وأيُّ رائحة تسكن هذا الوجدان؟ وأنّى للحروف صياغة ذاتها باستنطاق الشعر والنثر والومضات؟

ــ يُثير تعجبي حقاً، للذي يُجرد سيف النقد (والتشره) لمن حوله، وهو لا يشارك أفراح أهله ولا أتراحهم إلا بنشر الخبر المكتوب فقط؛ وكل طاقاته وصياغاته مشاركة الناس وادعاء الإحساس!

ــ يُثير تعجبي حقاً، ممن ينتسبون لأبٍ واحدٍ بالأخوة والأخوات، وكذا الأم والردهات، باسم الأسرة أو العائلة، وهم لا يرسمون تواصلهم إلا عبر رسالة يتيمة طوال السنة بوسائل التواصل الاجتماعي في آخر ساعة من الليل؛ أو كما هو حال استطراد حل الواجب على ترانيم المنصة وذلك لإظهار الذات وتلوين الشتات مع الأسف!

ــ يُثير تعجبي حقاً، ممن يُسهب في صراخ الوجع لفقد أمه بالمقبرة، وعلى حواف القبور، وساعة ما يتجلى السرور ينظر لجُل من حوله وكأنه نكرة!

ــ يُثير تعجبي حقاً، من يتظاهر بالالتزام في المساجد والمجالس، وهو يطعم في آنٍ كل الأضغان بأولاده وأحفاده وأسباطه ونسوته!

ــ يُثير تعجبي حقاً، ممن يخاف زوجته في الاتصال، ويُزاحم والده وأمه ساعة الفِحال!

ــ يُثير تعجبي حقاً، ممن لا يفتر لسانه استحضار الأحاديث والحكم، وجل وقته يكذب ويدلس، وساعة ما يطيب له المعشر والمقام، شد راحلة ماله ووقته إلى الأماكن المقدسة للتصوير!

ــ يُثير تعجبي حقاً، ممن يتسابق على أداء الشعائر، وهو يُصعد الصغائر ويُجلجل المنابر؛ لكل شاردة وواردة لا على الحب والاحترام والاهتمام، بل على الكره والتفرقة والعدوان!

ــ يُثير تعجبي حقاً، لمن يجمعهم حصير القرابة والنسب، وضل كبيرهم طوف الواجب، وأوجد صغيرهم سعي الرغائب!

ــ يُثير تعجبي حقاً، ممن يُوجب مشاركتك في نُتف أموره وسروره، وساعة شدتك استأسد عليك بمخالب التنصل والبهتان، وكذا الطيش والرعونة بالنور أو العتمة!

ــ يُثير تعجبي حقاً، ممن جعل كرمه وثقافته وأدبه لقرع جرس مآربه الذاتية، وأوجد من شاكلته أزرار هواتف العملة (والشللية) التي كلما أطعمتها تملقت!

ــ يُثير تعجبي حقاً، لمن جعل العيد قُبلة رأسٍ أو رسالة فأسٍ، وجُل أوقاته نكران المنار وضوء الفنار!

ــ يُثير تعجبي حقاً، لمن جعل الدموع وقاية باستدرار المصالح، ونبض قلبه سواد، وحركاته بداد لا مداد!

ــ يُثير تعجبي حقاً، ممن يبني المجلس داخل بيته، ولا يدعو إليه أحدٍ، وهو يطاول كل أطباق جيرانه بأنامل التصوير والبُخل المتوارث؛ وفي خاتمة سنته يناهض تصفية ماله وقِبلة نواله للمستقبل، على تمام (يحش فيني وأحش فيه وإذا التقينا الكل يمدح الثاني) باللهجة الحساوية!

ــ يُثير تعجبي حقاً، ممن جعل صباح يومه صباح الخير، وخاتمة أسبوعه جمعة مباركة، وسعادة عيده مبارك، وذلك بتثاقل الاتصال الصادق، وحضور الوصال الشاهق، إلا بالتبعية العمياء، والوجه المقنع بالالتزام وتكرار "الدين المعاملة"!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى