

ومضات قدرية
1
أوصدتْ الأحلامُ أبوابهافتساقطتْ أهدابُ العمرِتدوسها النسماتُ الحزينةُ2مِنْ الكُوَّةِ الصَّغيرةِأَسترقُ النظرَ إلى طائراتِ الورقِوهيَ تحلِّقُبِعينينِ تُكبِّلهُما القُضبانُ3أَحفظُها عَنْ ظَهرِ مَطرٍ وجَسدٍ.. غابةُ المَوتى4لأَنَّ تلكَ المواسمَكانتْ عاريةًوالبساتينُ أوراقٌ صفراءتساقطتْ أمعاءُ المدينةِ5كيفَ لي أنْ أُدثِّرَ ذكراهمْوأُظلِّلُ قبورهمْ بجُرحيومنجلُ السلطانِ لايرىسِوى الشُّجيراتِ المطلِّةِ مِنْ وريدي6يتآكلُ الضَّوءُ منْ أَطرافناكمْ أَخشى أنْ يَنتهي الحزنُقبلَ أنْ أُحلِّقَ كَهمسِ الحكاياتِوأَغفو مطراً بأهدابِ النوارسِ7يا وطناً يَنتعلُ الدماءُويَقطفُ رعشَ الضوءِكيفَ نقبِّلُ تُرابكَيا وطناً بلا ضفائرَكيفَ نعشقُ ظِلالكَأيها الوطنُ الكفيفُكيفَ نراكَ ؟وأجفاننا تمضغُ الملحَوملامحكَ تقاطيعٌ عمياء8على بُعدِ وشمٍ من النَّبضِ العتيقِعثرتُ على يَقظتيوَضعتُ يَدي على قارعةِ الرَّمادِأُلوِّحُ بالماءِكيْ يسيل صَدى الحزنِوأَتلاشى مثلَ أجنحةِ المطرِ9اصعدْ لا تلتفتْخلفكَ البحرُ يحتضرُوكلُ الجهاتِ رماحٌتنامُ في عينِ الذاكرةِانجَ بنفسكَقبلَ أنْ تغتالكَعورةُ الحروفِ10تَتعَّرى المدينةُ مرغمةًللفيالقِ المنهزمةِفهاجتْ الغيلانُ البليدةَفي هزعِ الليلِيقيمُ السلطانُ طقوسهُفيحبسُ اللهُ المطرَفي الفجرِتلملمُ المدينةُ جسدها المنهكَودروبَها المنكوبةُوتمضغُ لحمَها11قدْ بلغَ الظمأُ الإنشطارَوالجوعُ المكلومُ في اشتدادٍيا أُمِّيالألمُ ليفٌ كبريتيٌيمتدُّ حبلاً حولَ عنقيوالعقبانُ السوداءَ تنهشُ عينايْيا أُمِّيقالوا أنَّ الكفنَ الأبيض نورٌهمْ كاذبونَ يا أُمِّيكاذبونْ12يا أُمِّيالموتُ يسيرُ في المدينةِبلا خُفَّينِكعصفورٍ مبللٍ بالخوفِيرتعشُ غُباري...يا أُمِّييضيقُ الماءُ عندَ كُوَّةِ الحياةِويمتدُ غصنُ الزيزفونِفوقَ جسدي كفناًدخلتُ قبري فرأيتُقلبي في قعرِ الضوءِينبضُ حياً بعدَ الموتِ13يعوي الرَّمادُ الأخضرُحينَ يتعرَّى الوطنُوتغفو الغابةُقربَ الموجةِ السوداءِكانَ الدربُ بارداً...وصُرَّةُ القمحِ تذبحُ النسوةَسرقتُ كفِّي من حديقةِ الموتِلأخبىءَ طريقُ الملحِ14فوقَ قيدِ المدىترسمُ الريحُ فوضىتسقطُ الظلالُ على المراياالذاكرةُ مرثيةٌ زرقاءُوفراشاتُ القلبِ تحترقُ...على أطرافِ العزلةِهذهِ الأجسادُ مقيّدةٌفوقَ الغبارِوالحزنُ وقتٌ يهبطُ ويضيقُبينَ أنيابِ الرّحى المغمومْ15يعبثُ القدرُ بالوقتِ الرَّاقدِنساءُ الفاجعةِ يتناسلنَ فراشاتٌوالخيولُ تلدُ غصَّاتاً ودموعاًسكينةٌ برائحةِ الموتِتتسلَّلُ كالضجيجِ...تعالوا ..لَوْ مرةً واحدةًكَيْ توقظُ ظلالكمْطيورُ الفجرِ