الجمعة ٣ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٠
بقلم أحمد مظهر سعدو

أعطني مسرحاً

تستضيف دمشق هذه الأيام مهرجان دمشق المسرحي الخامس عشر.. حيث يعيش الوسط الثقافــي والفني حالـة مـن الانتشاء المسرحي، وخاصـةً محبي ومتابعي المسرح (أبو الفنون)، فشيطان المسرح – كما يقال- يحرك الذات الإنسانية المفعمة بالعروض المسرحية متعددة الجنسيات، والتي تلف معظم الساحات العربية المتوفر فيها فن المسرح، ومن زنزانة الواقع، وحيثياته، تنبثق عناوين العرض المسرحي، وتتمظهر حالات الفن الراقي، الملتصق بالواقع والناس.. صحيح أن هناك بعض العثرات، عبر عبثية التنظيم، وتبعثر وبعد المسافات بين مسرح وآخر، من دمر إلى الأمويين، إلى الحمراء إلى غير ذلك، إلا أن الوضع المهرجاني الاحتفائي بفن المسرح تجاوز كل ذلك .. وحفز المتابع المسرحي ليكون دافعه المشاركة والحضور .. بعد أن غاب المهرجان لسنوات عدة عن الوجود المباشر لأسباب لا نعرفها.

ويبقى المسرح العربي وليس السوري فقط، يعاني من افتقاره إلى النص المسرحي المعبر عن الواقع، وعن هموم المواطن، ومازال المسرح يحلق في فضاءات خارجية، ونصوص مترجمة روسية، غربية لاترتبط بشكل مباشر، ولا حتى غير مباشر، بالهم العام للناس كل الناس، وهي كذلك أي هذه المسارح لا تمتلك تقنيات المسرح الحديث الذي بات أداة من أدواته التحديثية العصرية في أوروبا وأمريكا والعالم الخارجي، فما زال مسرحنا يعاني من ضعف وجود تقنيات حديثة، ومازال النص الخطابي التوجيهي سمة رئيسية يتحمل نواتجها المواطن الذي يحضر مسرحية ما في زمن عربي آني ما، ويبقى السؤال أيضاً أين جماهيرية المسرح التي نعرفها، ولماذا كل هذا البعد عن المسرح من جماهيره المتابعة، وأين تكمن الإشكالية ؟ ولماذا لم يعد نجوم الفن السوري أو العربي يهتمون بالمسرح ؟ وهل المعطى المادي المالي هو السبب الوحيد ؟ أم أن وراء الأكمة ما وراءها ؟

فالمسرح من أرقى، وأجمل الفنون، ويوصل الفن مباشرةً ودون وسائط بين المشاهد والفنان، وكما قيل سابقاً «أعطني مسرحاً أعطكم شعباً» فأين مسرحنا اليوم أو لماذا كل هذا الفقر في الأعمال المسرحية الجادة والمفيدة والتي تمتلك مستوى عالٍ من الإبداع .. ولماذا يضطر المشاهد السوري مثلاً لمشاهدة المسرح التجاري الخاص، وليس كل مسرح خاص تجاري .. ونحن اليوم نبحث عن مسرح عام أو خاص لكنه يحاكي همومنا ويلامس معاناتنا، ويعالج إشكاليات الواقع العربي برمته .. هذه الإشكالات التي باتت تلف المواطن العربي من المحيط إلى الخليج.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى