الاثنين ٢٠ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٢٣
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

أين حقوق أطفال فلسطين في يوم الطفل؟

حُدِّد اليوم العالمي للطفل لأول مرة عام 1954م ويُحتَفَل به يوم 20 نوفمبر من كل عام لتعزيز التعاون الدولي والتوعية بين الأطفال في جميع أنحاء العالم وتحسين رفاهية الأطفال ويعد يوم 20 نوفمبر تاريخًا مهمًّا حيث تبنَّت الجمعية العمومية للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل عام 1959م ووُقعت وثيقة حقوق الطفل عام 1989م.

لكن إسرائيل وداعتمها أمريكا وبعض الدول غابت عنهم حقوق أطفال فلسطين بل خرقت إسرائيل كل القوانين الدولية والدينية والإسلامية حيث قامت بعدوانها الغادر على شعب غزة وارتكبت جرائم حرب فقد قامت بإبادة جماعية واستخدام أسلحة محرمة دولية ومازال الصمت العالمي حتى كتابة هذه السطورة يوم 20 نوفمبر 2023 م.

قالت الأمم المتحدة إن القوات الإسرائيلية قتلت خلال شهر من حربها على قطاع غزة الفقير والمحاصر من الأطفال بما يفوق عدد الأطفال الذين قتلوا في 22 صراعا مسلحا حول العالم خلال 4 سنوات وصرّحت رولا دشتي الأمينة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا رولا دشتي أن إسرائيل قتلت 4300 طفل فلسطيني في ما يزيد قليلا على 4 أسابيع وهذا العدد يفوق عدد الأطفال الذين قتلوا في الصراعات المسلحة في 22 بلدا حول العالم منذ عام 2020 م.

هذا العدد ارتفع إلى 4506 أطفال من أصل نحو 11 ألف فلسطيني قتلوا منذ بداية الحرب وسوف يزداد عدد الشهداء والمصابين طالما الإبادة الإسرائيلية لم يتم ردعها وقد قالت مؤسسات حقوقية إن الغارات الإسرائيلية تقتل في المعدل طفلا فلسطينيا كل 7 دقائق في رقم غير مسبوق في التاريخ المعاصر.

لقد بكيت بشدة عندما سمعت الطفل فلسطيني رضوان وهو يوجه رسالة باسم أطفال غزة وفلسطين إلى العالم حيث قال: صحيح أن الاتصالات انقطعت عن غزة وصحيح أن الاتصال انقطع عن الإسعاف والدفاع المدني وانقطع اتصالنا عن العالم ولكن لم ينقطع اتصالنا مع رب العالمين وفي زمن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حين ضاق الحصار على المسلمين في المدينة.. جوع وعطش.. صبر المسملون ودعا النبي ربه واستجاب الله له.. لقد تعبنا كتير وتوجعنا كتير ولكن أملنا بالله عزوجل كبير.. الله عزوجل لن يضيعنا.. والله لن يضيعنا الله.

أيضا هطل الدمع بغزارة من عيني عندما كتب طفل أخر فلسطيني رسالة إلى والده قبل استشهاده بثوان حيث قال: أبي العزيز لا تبكي .. لا تحزن فالموت حق .. والوطن حق .. قتلوني لأنهم قالوا إني عشت مشردا لا أهل لي ولا وطن.. قم يا أبي خذ بثاري من أعداء متعطشين للدماء .. قم يا أبي قطعني أشلاء أشلاء واجعلني كالحجارة تهزم بطش الظلماء واجعلني فوق المدائن للعالم كله آذان ونداء.. جئت إلى الدنيا ويوم ميلادي يوم صعقت.. جئت ولا أعلم هل لي حق في أن أحلم وأكتب حلمي فوق الجدران كباقي الأطفال السعداء؟! قم يا أبي.. أصرخ في سماء العروبة وقل بصوت يشق عنان السماء : ستعودي يا فلسطين وستعود القدس ويافا وحيفا وغزة ورام الله.. سنعود نجومًا تتلألأ في السماء.. كل نجم يحكي قصة أحد الشهداء.. شهيدًا ضحى بعمره وأنا منهم.. أنا الطفل الوحيد الذى مات وعمره 50 عامًا.

لتعلم المعمورة أن الحق اسم من أسماء خالق الكون ولن يندثر في يوم من الأيام مهما طال الظلم وفي الختام أذكر ماقاله الشاعر سميح القاسم:

ربما تسلبني آخرَ شبرٍ من ترابي
ربما تطعمُ للسجن شبابي
ربما تسطو على ميراث جدي ..
من أثاث .. وأوان .. وخراب ..
ربما تُحرقُ أشعاري وكتبي
ربما تُطعم لحمي للكلابِ
ربما تبقى على قريتنا كابوسَ رعب
يا عدو الشمس .. لكن .. لن أساوم ..
وإلى آخر نبض في عروقي .. سأقاوم!
ربما تطفئ في ليليَ شعلة
ربما أُحرم من أمي قبلة
ربما يشتمُ شعبي وأبي طفل وطفلة
ربما تغنم من ناطور أحزاني غفلة
ربما زيّفَ تاريخي جبانٌ وخرافيٌ مؤُله
ربما تحرمُ أطفالي يوم العيد بدلة
ربما تخدع أصحابي بوجهٍ مستعار
ربما ترفع من حولي جداراً وجدار
ربما تصلب أيامي على رؤيا مذلة
يا عدو الشمس .. لكن .. لن أساوم
وإلى آخر نبض في عرقي .. سأقاوم!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى