الأربعاء ٨ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٨
آمال عويضة
بقلم حسن خاطر

إعلامية مصرية تغرد في سماء النجاح والتألق

أفتخر بتحقيقاتي الصحفية التي أجريتها من داخل الأراضي الفلسطينية... وكتابي "فلسطينيات" وسام على صدري

آمال عويضة .. إعلامية مصرية تتميز بحضور جميل وطله رائعة مصحوبة بثقافة واحدة وابتسامة عرضية .. تمتعنا بكتاباتها وموضوعاتها على صفحات جريدة الأهرام المصرية كما أنها تقوم بتقديم فقرة "الصحافة" ضمن برنامج "نهارك سعيد" الذي يعرض يوميا على قناة "النايل" الفضائية .. تكتب القصة القصيرة بأسلوب مشوق وجميل نال استحسان القراء والنقاد معا .. أصدرت مؤخرا كتاب "فلسطينيات" الذي يعد بمثابة حلقة جديدة في سلسلة عالم "أدب الرحلات" نالت به المركز الأول في مسابقة أحمد بهاء الدين للباحثين الشبان .. كما نالت العديد من الجوائز الرفيعة عن مجمل أعمالها المميزة وتحقيقاتها الصحفية المميزة التي أجرتها من فلسطين والعراق وتشاد.

 أهوى القراءة والكتابة وحياتي اليومية تدور في فلكهما ..
 أنا رومانسية تأسرني كلمة طيبة وأغرق في أحلام اليقظة .. أستعد حاليا لإصدار مجموعتي القصصية الأولى "سيدة الأحلام المؤجلة"

لأنها تعد من الإعلاميات البارزات في مصر فقد حرصنا على مقابلتها وأجرينا معها هذا الحوار :


• أول ما يلفت نظرنا في شخصيتك أنك إعلامية ناجحة متعددة المواهب والاهتمامات .. كيف كانت البداية إذن؟

 "اقرأ" تلك كانت البداية، وأقصد القراءة منذ سن مبكرة حيث استمتعت بتجربة مكتبة المدرسة في المرحلة الابتدائية حيث يشتري كل تلميذ قصة مع بداية العام الدراسي ويتبادلها مع زملائه ويكتب عنها موجزاً قصيراً لمسئولة الأنشطة، وهكذا نتسابق ونتبارى حتى ننتهي من قصص الفصل لنحظى بشرف التقدير في طابور الصباح ، واستمر الأمر مع مكتبة المدرسة في المرحلة المتوسطة والثانوية، ومكتبة جامعة القاهرة حيث كنت طالبة بكلية الإعلام بها ، وكانت زيارة معرض الكتاب الدولي السنوي رحلة أستعد لها بما اقتصدت من مال ، وبوصولي إلى المرحلة الجامعية كنت قد قرأت أغلب القصص البوليسة المصرية والمترجمة المتداولة وكتب أنيس منصور ومصطفى محمود وفاروق جويدة التي كانت ذات شعبية، هذا إلى جانب أعمال محفوظ وشكسبير وغيرهم من الرواد.

• تقومين حاليا بتقديم فقرة الصحافة على قناة "النايل" لايف في برنامج "نهارك سعيد" بالتلفزيون المصري .. ما هي معايير اختيارك لترتيب الأخبار في هذا البرنامج؟
 هي تجربة مثيرة ومفيدة لي وتستدعي إلمامي بما يستجد من أخبار يومية في وقت محدود نسبياً وعرضها باختصار غير مخل لمشاهدي البرنامج، ويأتي على القمة معيار أهمية الخبر بالنسبة لمشاهد الصباح الذي غالباً ما يكون من أصحاب المعاشات أو ربات البيوت، والتركيز على ما يلفت نظرهم من مانشيتات نبتعد فيها عن الصيغ الحكومية قدر الإمكان، وكذلك تبسيط الأخبار ذات النكهة الاقتصادية أو السياسية وتقريبها إلى أذهانهم، مع الأخذ في الاعتبار تناول خبر أو خبرين من الأخبار الخفيفة التي تدور غالباً حول النتائج الرياضية أو تقديم نموذج لشخصية نجحت في اجتياز حاجز ما أو قدمت فكرة جديدة لخدمة الآخرين.

• وماذا عن عملك في جريدة الأهرام المصرية وماذا أضاف لك؟
 أسعدتني الفرصة بالالتحاق بمجلة الشباب بجريدة الأهرام في أثناء دراستي الجامعية، وهو ما أتاح لي الاحتكاك بأساتذة عالم الصحافة منذ سن مبكرة، وقد كان العمل معهم صعباً لفارق الخبرة والقدرات، مما دفعني لأن أكون على أهبة الاستعداد الدائم وتحفيز العقل على التفكير والجسد على الحركة، وعلى الرغم من تخرجي في قسم الإذاعة والتليفزيون إلا أنني اخترت الاستمرار في العمل الصحفي الذي دفعني لصقل وتطوير أدواتي الحرفية عن طريق تعلم كل ما هو مفيد فيما يتعلق باللغات الأجنبية والكمبيوتر والإنترنت وهو ما ساعدتني الأهرام ونقابة الصحفيين بشكل جزئي على تنفيذه.

• لم تقف طموحاتك عند حصولك على بكالوريوس الإعلام قسم الإذاعة والتلفزيون .. فماذا عن دراساتك الأخرى وطموحاتك المستقبلية؟
 بعد سنوات من العمل الصحفي والإذاعي، وجدت أنني بحاجة لإعادة شحن بطاريتي الفكرية بدراسة إضافية فتقدمت للدراسة لمدة عامين بأكاديمية الفنون حيث حصلت على دبلومه النقد الفني والأدبي بتقدير جيد جداً وكنت الثالثة على الدفعة، مما أهلني للتسجيل لماجستير النقد التليفزيوني عن المرأة بين الأدب والإعلام بالتطبيق على ثلاثية أديب نوبل الراحل نجيب محفوظ. وهو ما أسعى لإنجازه الآن وخاصة بعد تأخير دام سنوات انشغلت فيها بالسفر وأعمال أخرى. كما أنهيت في الفترة نفسها مجموعة دورات اللغة الفرنسية التي فتحت لي أفاق أخرى للعمل والقراءة، واستمتعت بالحصول على دورات متعددة في الكمبيوتر والإنترنت وهو عالم فسيح من المعرفة أحلم بسبر أغواره والاستفادة من كل ما يقدمه من فكر ومتعة.

• ماذا أضاف إليك عملك في اللجنة الدولية للصليب الأحمر؟
 الوصول إلى بلاد ومدن وقرى وصحاري خارج نطاق الخدمة ،حيث عملت لمدة عام كامل كمسئولة إعلامية في شرق تشاد، وهي المنطقة التوءم لدارفور مع ما في ذلك من مخاطر هجمات المسلحين المتبادلة بين القبائل العربية والأفريقية حيث انحصر دورنا في تقديم المساعدات لضحايا الهجمات والنزاعات المحلية. وفي يونيه 2003 عملت في أعقاب احتلال العراق كمترجمة لصالح الصليب الأحمر في الشمال بمحافظات كردستان لمدة 4 أشهر، حيث قمت مع فرق عمل الصليب الأحمر بزيارة المسجونين والمرضى العراقيين وتقديم المساعدات الممكنة لهم والتدخل بشأن الحالات الخاصة لدى السلطات، وأفادتني التجربة إنسانياً ومهنياً حيث سنحت لي الفرصة للاستفادة وتطوير الخبرات إلى جانب الانخراط في العمل الإنساني مما أعطاني فائدة مزدوجة على الرغم مما يبدو من المخاطرة التي يمكن تجاوزها بالإيمان بالقضاء والقدر.

• من فلسطين إلى العراق إلى تشاد .. هل أنت تعشقين المغامرة؟
 قد يبدو الأمر كمغامرة بالنسبة للكثيرين، أو قد يصفني البعض بالجرأة ولكنني مؤمنة بأن كل إنسان مسير لما خلق له، وأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها. وذلك يعني أن الله منحني الفرصة وقسم لي رزقاً وحدد لي قدراً وموعداً ألقاه فيه، ولذا لا داعي للخوف من الموت لأنه "أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة". وفي الحقيقة، أرى تلك التجارب منحة من الله الذي أهلني للمساعدة والكتابة وكتب لي خبرات أفخر بحصولي عليها.

• تحقيقاتك الصحفية من داخل الأراضي المحتلة نالت الصدارة في قائمة أفضل التحقيقات. متى قمتين بها وكيف تمت .. هل بدافع شخصي منك أم بتكليف من جهة إعلامية؟
 كان‏ ‏الدافع‏ ‏لإنجاز التحقيقات ‏ذلك الإحساس ‏بالعجز‏ ‏منذ‏ ‏الخميس‏ 28 ‏سبتمبر‏ 2000 ‏بعد‏ ‏زيارة‏ ‏شارون‏ ‏الاستفزازية‏ ‏للحرم‏ القدسي ‏الشريف‏ ‏تحت‏ ‏حماية‏ ‏الجيش‏ ‏الإسرائيلي‏ ، ‏الذي‏ ‏قام‏ ‏بالاعتداء‏ ‏علي‏ ‏المحتجين‏ ‏في‏ ‏اليوم‏ ‏التالي‏ ‏ليتساقط الشهداء وتبدأ‏ ‏الانتفاضة‏ الثانية ، ‏و‏بينما كنت أتابع الأخبار كغيري في بداية الأحداث وتساقط الشهداء أمام عيني في الفضائيات ، جاءتني‏ ‏الفرصة‏ بعد أسابيع بترشيح من رئيس تحرير مجلة الشباب الراحل "عبد الوهاب مطاوع" الذي وضع الأمر بين يدي ومنحني الاختيار بالرفض أو القبول وكان قراري واضحاً منذ اللحظة الأولى ، و سافرت‏ ‏إلي‏ ‏غزة‏ ‏في‏ 28 ‏أكتوبر‏ 2000 ‏بعد‏ ‏مرور‏ ‏شهر‏ ‏علي‏ ‏بداية‏ ‏انتفاضة‏ الأقصى ، ‏و‏أمضيت 3 ‏أسابيع‏ ‏تنقلت‏ ‏خلالها‏ ‏بين‏ ‏أجزاء‏ وطن‏ مقطع‏ ‏الأوصال‏ من غزة إلى القدس إلى بيت لحم ، ‏و‏قضيت‏ ‏أيامي‏ ‏في‏ ‏شوارع فلسطين ‏و‏جامعاتها‏ ‏و‏‏مساجدها‏ ‏و‏‏مقابرها ‏، ‏و‏‏مقيمة‏ ‏في‏ ‏منازل‏ ‏أهلها‏ ، ‏يصطحبني‏ أخوة ‏و‏أخوات‏‏ ‏أتابعهم‏ ‏وأستمع‏ ‏إليهم‏ ‏وألتقط‏ ‏لهم‏ ‏الصور .. جاءت مجملها تقريبا في ‏ 10 أشرطة‏ ‏كاسيت‏ ‏وحوالي‏ 150‏ صورة‏ ‏فوتوغرافية‏ ومئات الأوراق- ‏لأقدم‏ في النهاية ‏لقراء‏ مجلة‏ الشباب ‏التي‏ ‏أنتمي‏ ‏إليها‏ ‏حلقتين فقط – بسبب ضيق المساحة - جاءت كل منها‏ ‏في‏ 7‏صفحات‏ و‏فازت‏ ‏الحلقتان‏ ‏في‏ ‏يونيو‏‏ 2001 ‏بالجائزة‏ ‏الأولي‏ ‏في‏ ‏مجال‏ ‏التغطية‏ ‏الصحفية‏ ‏من‏ ‏نقابة‏ ‏الصحفيين‏ ‏المصرية‏.‏ ‏


• "فلسطينيات" كتابك الأول ماذا يعد بالنسبة لكي ؟ وكيف نبعت فكرة إصداره من داخلك؟ وما هي ردود الأفعال التي صاحبته؟

 ظل حلم التأريخ لما رأيت هو هاجسي، ولذا تقدمت لمسابقة أحمد بهاء الدين للباحثين الشبان بفكرة كتاب "فلسطينيات" كتاب ينتمي لأدب الرحلات ويقدم خلفية سياسية بصورة مبسطة ‏للشباب‏ للتأريخ‏ للحظة‏ ‏فارقة‏ ‏في‏ ‏تاريخ‏ ‏أمتنا‏. يرصد الكتاب الحياة‏ ‏اليومية‏ ‏للشارع‏ ‏الفلسطيني‏ ‏بجميع‏ ‏طوائفه‏ ‏و‏‏فئاته‏ ‏و‏اتجاهاته‏ ‏مع‏ ‏التركيز‏ ‏علي‏ ‏قطاع‏ ‏الشباب‏ ‏الذي‏ ‏يشكل‏ ‏نسبة‏ تتجاوز النصف ‏في‏ ‏المجتمعات‏ ‏العربية‏ ‏بأسرها‏. وقد تم في الكتاب ‏التأريخ لشباب الانتفاضة الثانية، وذلك من خلال الملاحظة والمعايشة اليومية مع الأسر الفلسطينية في غزة والقدس والضفة ، وذلك بهدف تقديم النماذج الإنسانية المختلفة ورصد الجوانب الحياتية المختلفة من تعليم وعمل ومقاومة ودين وثقافة ، ولكن من خلال أفواه الأبناء المذعورين والمتحمسين والآباء المتعبين والأمهات الطيبات ، وأم علي ‏الجارة التي قالت لي ملخصة همها : "الله يكسر جاهها إسرائيل اللي كسرت جاهنا".

• حصلت على جوائز عدة.. ما هي الجائزة التي أثلجت صدرك أكثر من غيرها .. ولماذا؟
 الأولى ، كانت جائزة نقابة الصحفيين المصرية لأفضل تغطية صحفية لعام 2001 عن تحقيقاتي من داخل الأراضي المحتلة في نوفمبر 2000 مع بداية انتفاضة الأقصى. والثانية وتلك كانت مضاعفة هي جائزة جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين للباحثين الشبان في 2002 حيث تم اختياري أولاً ضمن 3 باحثين للحصول على منحة الجمعية لإنجاز كتابي الأول فلسطينيات، وفي 2003 وبعد إنجاز مرحلة الكتابة حاز العمل على جائزة الجمعية وتبنيها للكتاب وإصداره ضمن سلسلة مطبوعاتها وهذا ما أثلج صدري، حيث يقف غلاف كتابي بين أغلفة الكاتب الراحل أحمد بهاء الذي افتقدت الصحافة العربية – بصمته ومن ثم- برحيله علماً من أعلامها.

• .. ماذا عن ورش العمل الإعلامية العديدة التي شاركت فيها .. وماذا أضافت لك كل منها؟
 كنت حسنة الحظ لحضور ورش عمل إعلامية عديدة .. منها ورشة عمل تدريب المدربين حول أهداف الألفية وكانت في القاهرة - مايو 2008 تحت رعاية برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومركز المرأة العربية للتدريب والبحوث "كوثر" مع نحو 14 صحفي عربي، بالإضافة إلى مجموعة من الورش في الأردن وتونس وتركيا ومصر ما بين عامي 2004 و2005 مع مجموعة من الباحثين العرب من الأردن والجزائر والمغرب تم تخصيصها بالكامل للعمل على إنجاز كتاب "الإسلام والديمقراطية، دليل المواطنة الفاعلة" لشباب مدارس المرحلتين المتوسطة والثانوية.وهناك ورشة عمل عن الصحافة المستقلة عقدت بالقاهرة - سبتمبر 2000 تحت رعاية صندوق التنمية الهولندي وهيئة جيمستون الأردن مع نحو 20 صحفي عربي. وورشة عمل عن الصحافة البيئية عقدت بالغردقة - أكتوبر 1999 تحت رعاية هيئة البيئة الدانمركية وجهاز شئون البيئة المصري مع نحو 18 صحفي مصري. وورشة عمل إقليمية عن الشئون البيئية عقدت في شرم الشيخ - مارس 1996، تحت رعاية الاتحاد الأوروبي وهيئة جيمستون و شارك فيها 15 صحفي من مصر والأردن وسوريا ولبنان ولقد استفدت منها الكثير والكثير لأنها كانت بمثابة أول احتكاك مع أقراني من العالم العربي مما حمسني في العمل التالي للقيام بأولى رحلاتي التي استغرقت 3 أسابيع في الأردن وسوريا ولبنان بصحبة صديقة مصورة ألمانية من أصل إيراني نزلنا فيها ضيوفاً لأيام على بيوت مايسة السورية السنية، وصفاء اللبنانية الشيعية ، وهانيا الأردنية المسيحية وكانت من أكثر رحلاتي متعة وثراءً وبهجة وجدية. هذا بالإضافة إلى مشاركتي كباحثة في عدد من الملتقيات الأكاديمية ومنها : المؤتمر الإقليمي حول الإعلام الحديث والشباب بالعاصمة الأردنية عمان، تحت رعاية المركز الأردني للبحوث الاجتماعية وهيئة هنريش بول الألمانية - ديسمبر 2004 "ورقة حول قضايا الشباب في الإعلام المصري بين الترفيه والتدين" ، والملتقى السنوي لملتقى المرأة والذاكرة بمكتبة القاهرة الكبرى - أكتوبر 2004 "ورقة حول كتابة التاريخ في السيرة الذاتية عند لطيفة الزيات وزينب الغزالي" ، وملتقى الإعلاميات العربيات الثالث بالعاصمة الأردنية عمان، تحت رعاية مركز الإعلاميات العربيات، يونيو 2004 "ورقة حول أحوال الصحفيات الشابات المصرية" ، وكذلك مؤتمر التاريخ السنوي بالجامعة الأمريكية، فبراير 2003، "ورقة عن تهميش المرأة الفلسطينية بين السلطة والاحتلال".
وقد ساهمت جميعها في توسيع دائرة الأفكار والمعارف والأفراد، ودفعتني لإنجاز المزيد لأصبح على قدر المسئولية التي دفعتني إلى وسط الدائرة.

• للأدب جزء من المساحة الزمنية في حياتك .. ما هي الكتب التي تهوين قراءتها؟ .. وما هو الكاتب المفضل لديك؟
 الأدب هو قوس البداية والنهاية وبينهما أقوم بأمور أخرى، فالعمل بالنسبة لي جزء من الأدب وأصدقائي هم شخصيات روائية ، وجاراتي في البيت والمترو والشارع قصص قصيرة وطويلة ، والحي عنوان رواية لمحفوظ وأزقته قصيدة لحداد ، ومصر موسوعة كتبها حمدان وجاهين، والعرب كائنات اخترعها منيف ووطار ومينا وجبرا وحبيبي ودرويش والكوني ، وهكذا يظل اقترابي من الأشياء أدب في أدب، وابتعادي عنها هي عين الطائر التي تحلق فتضع المواقف في لقطة ثابتة أستعيدها لأحاول فهم المواقف والأحداث بصورة أفضل قليلاً.
ولما سبق فإنني أقرأ تقريباً كل ما تقع عليه يدي من جديد أو قديم، من أدب أو سياسة، ولا مانع من الاقتصاد لفهم ما يدور حولنا باعتباره عصب حياتنا اليومية ، وعندما يقع في يدي كتاب لابراهيم الكوني أو باولو كويلو أترك ما لدي وأتفرغ لإنهائه مهما كان حجمه وأينما كنت وكيفما كنت.

• ما هي هواياتك خارج نطاق الإعلام؟
 أهوى القراءة والكتابة وهو أمور من الحسن الحظ أنني امتهنتها وصارت حياتي اليومية تدور في فلكها. هذا إلى جانب إنني إحدى المشاءات الكبار ويسعدني دوماً السير في شوارع القاهرة وأسواقها الشعبية وهايبر ماركتها المودرن بين هيئة تضعني بين بنات البلد بعباءتهن السود تارة، وهيئة أرتديها تضعني في مضاف الهوانم المذيعات تارة أخرى مستمتعة بالحركة بين أعلى السلم وأسفله فتنتشي روحي.

• هل للرومانسية وجود في حياتك؟
 إذا طلبوا من الرومانسيين رفع أصابعهم، لصعدت من فوري إلى برج القاهرة ورفعت ذراعي لأعلي. أعلم أنني رومانسية للغاية، تستهويني التفاصيل البسيطة وتأسرني كلمة طيبة وأغرق في أحلام اليقظة وتغرورق عيناي بالدموع لفاتن حمامة وعمر الشريف في نهر الحب الذي شاهدته عشرات المرات ولكنني ما زلت قادرة على عدم الخلط بين رومانسيتي حياتي الخاصة وعملي الذي لا يخلو من رومانسية مثالية تتضح في إيماني بما أكتبه وانحيازي للشخصيات التي ألتقيها.

• من مطربك المفضل .. ولمن تسمعين من المطربات؟
 أتابع كل ما يصدر من المحيط للخليج مابين عمرو وعبد الباسط حمودة وأنغام ونوال الكويتية وأحلام وبوشناق - والشكر في هذا للفضائيات وللإنترنت- ولكنني أميل للأغاني الشعبية والتراثية كالمديح النبوي والحكايات المغناة وهو لون يكاد يقتصر على الموالد الشعبية وألبومات يصدرها نجومها بعيداً عن الإعلام الرسمي. ولكنني أحتفظ بمكتبة لأعمال محمد منير وصباح فخري ونجاة ومحمد عبد الوهاب، وأبتهج لسماع عبد المطلب وصباح ويطربني قراءة الراحل محمد عمران للقرآن الكريم، والنقشبندي في الأدعية الدينية.

• وماذا عن رأيك في الأفلام السينمائية .. أيهما تفضلين .. الأفلام القديمة أم الأفلام الحالية؟
 الأفلام السينمائية هي أحد مباهج العصر الحديث، وأدين لبعضها بالكثير من العرفان والتقدير مثل: الكيت كات، نهر الحب، البحث عن سيد مرزوق، شفيقة ومتولي، وعطر امرأة، وداعاً شاوشانك، امرأة جميلة، والحارس الشخصي، مدينة الملائكة، مملكة الجنة، اليوم الثامن، شيكولاتة. وهي أعمال تتراوح بين القديم والحديث، وبين العربي والأجنبي ولكنها أشبعت روحي بهجة وأملاً وإنسانية ومنحتني لحظات احتضنت فيها روح العالم بغض النظر عن الزمن واللون والدين والنوع والجنسية واللغة.

• وماذا عن قلبك .. من يشغله حاليا ؟ أم مشاغلك العديدة جعلته لا يزال في انتظار من يطرق بابه؟
 أحيا حياة هادئة دون أسرار أتفنن في إخفائها، وقلب خال رغم أنني ليس لدي موانع شرعية أو غير شرعية. والحقيقة، أنني لا أرحب في حياتي إلا بالرجل الحقيقي. وبصراحة، يبدو أن عملي واستقلالي الاقتصادي منحنى القدرة على رفض أشباه الرجال بل والهرب منهم، لأنه كما قالت جدتي: "قعدة الخزانة ولا جوازة الندامة". ويبدو أن جدتي لم تكن تؤمن مثلي بأنه "ضل راجل وضل حيطة" إذ أن الحائط يكون في كثير الأحوال أفضل من رجل لم يحمل من الذكورة سوى صفة في شهادة الميلاد ولم تنعكس على سلوكياته.
أما ما يشغلني حالياً، فهو العمل على وضع اللمسات الأخيرة لكتابي الثالث وهو مجموعتي القصصية الأولى "سيدة الأحلام المؤجلة" العامرة بالمحبة والتي تأخر صدورها عدة سنوات بسبب السفر والتردد والكسل.

• أنت كإنسان.. ماذا يسعدك.. وماذا يغضبك؟
 يسعدني نهار هادئ وأوقات طيبة مع الأهل والأصدقاء وفيلم ممتع وأيس كريم في وسط البلد وكتابة تخرج منسابة أتقاسمها مع قرائي الافتراضيين عبر الفيس بوك أو جريدة الأهرام.
 يثير ضيقي الاكتفاء من الدين بالشكل لا بالمضمون، وصفاقة الرجال في الشوارع وإصرار الناس في الشارع على ارتكاب أخطاء غبية كإلقاء القمامة من نوافذ بيوتهم أو سياراتهم أو المواصلات العامة أو التحدث بصوت عال والاستماع إلى أغاني المحمول دون سماعة أذن.

• هل تتقبلين النقد أم أنه يخرجك عن شعورك؟
  أطلب النقد من الأصدقاء، وأشاكسهم أحياناً بالجدل والرد على ما يقولون ولكنني سرعان ما أخلو إلى نفسي وأستعيد ما قالوه وأحاول الاستفادة منه قدر استطاعتي.

• هل من كلمة أخيرة؟
 هو دعاء أود أن أتقاسمه مع أكبر عدد من القراء أهداني إياه صوفي مصري مقيم في سويسرا تقطعت بيننا السبل وبقي ما منحني من كلمات جامعة: "اللهم اجمعنا بمن تحب في الدنيا والآخرة، واهدنا لمن يهدي إليك، وارضنا بما قسمت لنا، واجعل إرادتنا ما تريد".


*** *** ***

الإعلامية آمال حسن عويضة في سطور:
 صحفية بمؤسسة الأهرام المصرية.
 حاصلة على بكالوريوس الإعلام- قسم إذاعة وتليفزيون- جامعة القاهرة (مايو 1990).
 حاصلة على دبلومه النقد الفني والأدبي - أكاديمية الفنون (دفعة يونيو 1999).
 تعد حاليا للحصول على درجة الماجستير النقد التليفزيوني - أكاديمية الفنون.
 صحفية بقسم التقارير الخارجية بجريدة الأهرام اليومية منذ عام 1988.
 صحفية بـمجلة الشباب من 1988 وحتى 2003 تحت رئاسة تحرير الراحل عبد الوهاب مطاوع، قدمت التحقيقات المتنوعة في مجالات السياسة والمجتمع وأدب الرحلات، بالإضافة إلى تحرير أبواب تعنى بالموسيقى والغناء والأخبار الخارجية وتكنولوجيا المعلومات والإنترنت.
 محررة بـالقسم الخارجي بالأهرام ، وكاتبة مقالات للصفحة الأخيرة بمجلة نصف الدنيا، ومقدمة عروض كتب لمجلة الأهرام الاقتصادي.
 تقارير ومقالات منشورة على عدد من المواقع الإلكترونية .. منها: إسلام أونلاين، وعليّ صوتك ، والجارديان البريطانية.
 مسئولة قسم العلاقات العامة والدعاية لفرع الشركة السينمائية العالمية " فوكس للقرن العشرين" بالقاهرة
 تجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية بطلاقة بجانب لغتها الأصلية العربية.
 تجيد التعامل مع الكمبيوتر والإنترنت، وحاصلة على عدد من الدورات الخاصة بالكمبيوتر والتصميم.
 عضو نقابة الصحفيين المصريين منذ 1995
 كاتبة قصة قصيرة، ونشرت أعمالها في العديد من الصحف والمجلات منها : الحياة ، إبداع ، ونصف الدنيا ، وأخبار الأدب.
 أصدرت كتاب "فلسطينيات" كأدب رحلات سياسي ، مركز الحضارة العربية- عام 2004
 شاركت في إصدار كتاب "الإسلام والديمقراطية" - دليل للشباب - عام 2005، بالتعاون مع عدد من الباحثين والمتخصصين من مصر والأردن والمغرب والجزائر.
 تستعد حاليا لنشر مجموعتها القصصية الأولى بعنوان "سيدة الأحلام المؤجلة".

أفتخر بتحقيقاتي الصحفية التي أجريتها من داخل الأراضي الفلسطينية... وكتابي "فلسطينيات" وسام على صدري

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى