الثلاثاء ٢٣ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

اكتِمال

أبو العزائم عبد الوهاب متولي عطوة

◆ مصافَحَتُك،

الإمساكُ بأنامل الحروفِ
وهي_في زِيِّ راقصات الباليه_
تدورُ_بخفةٍ_ على أصابع أقدامها
ليَصيرَ سجنُ المسافةِ
بين لقائي بك ولقائي بك
مسرحًا وثيرًا
يتمدَّدُ على شاشة هاتفي كلوحةٍ للمفاتيح،
وأن أُلوِّح للشمس _مُمتنًّا_
وهي تغادرُ الوقتَ مُلائمًا
لينفرطَ_بين كفيك_ِمِزاجيَ النثريّ.
(أسبابٌ ثلاثةٌ كافيةٌ لتَنبُتَ كفيَ المبتورةُ من جديد)

◆ أعرفُ كم يُثيرُ غَيرتَكِ افتِتاني بمفردة"عند"
المفردة التي أوكلَتْ إليها الدَّارجةُ
مَهَمَّةَ التعبير عن العناد
العنادِ الذي شَيَّد بأحرُفها الثلاثةِ
ظَرفًا متمرِّدًا على سطوة المكان وحاكمية الزمن.
أمس..رأيتُها تُنَقِّل عينيها بينَ ساعة الحائطِ
وأطلس الخرائطِ فوق مكتبي؛
كانت تبتسم لهما_بسخريةٍ_ وهي تَسمَعني
أجيبك عبر الهاتف:
على ضفة النيل، "عند" البقعة التي تعرفين.
ثمَّ أصمتُ _للحظاتٍ_ قُبيل أن أُجيب:
"عند" بوابة الوقت الذي تتركهُ الشمسُ أحمرَ إلا قليلا.
ثمةَ ما يُغريك_إذن_ بمصالحةٍ غيرِ مشروطةٍ
مع مفردتي الفاتنة يا فاتنتي المفردة؛
يكفي أنها تبسُطُ إليكِ كفَّها،
وهي تُهيِّئُ من نفسها ظرفًا
يجعل بوُسعي أن أمحوَ كثيرًا من حَيرتكِ إزاءَ ما يعرفهُ النيلُ عني ولا تعرفين،
أو ربما تَعرفينه ناقصا.

◆ أخبرتُكِ_سابقًا_

كم أحب نظرتَكِ الموزَّعةَ
بينَ عينيَّ وكفيكِ،وأنتِ تُكْملينَ بابتسامتكِ التَّامةِ مِزاجيَ النثريَّ حين ينفرطُ على كفيكِ
ناقصًا هذا القدْرَ الذي تتشبَّثُ بهِ
موسيقى ارتطام كرات دمي البيضاءِ والحمراءِ
حين يحتدمُ الصِّراعُ بين الشِّعرِ والبوحِ
لكَسب مقعد المُحرِّضِ الوحيدِ على ارتكاب القصيدة.

◆ أَذكُرُ_أيضًا_ أنني قلتُ مُجيبًا

وأنت تسألينني عن لون عينيَّ الذي تُحبين:
ورثتُهُ عن أمي،
ورثتُهُ ناقصًا نُضْرَتينِ؛
أَودعَ الرَّبُّ وُريقاتكِ النَّديانةَ إحداهما،
بينما الأخرى أَودعها بسمتَكِ اليانعة.
لكنني لم أَحدثك كثيرًا عن أبي،
وعن النظرة التي ورَّثَني،
تلك النظرة التي في مقدوري أن أسحبَ بها الضفةَ الأخرى للنَّهرِ
حتى تُصبحَ قريبةً بالقدْرِ الذي أستطيعُ معهُ
الجلوسَ على جسرِ هذه الترعةِ
مُسندًا ظهري إليكِ
كطفلٍ أخضرَ، لا كغريبٍ لائذ.
يا الصَّفصافةُ التي احتملتُها على كاهلِ ذاكرتي
مُنذُ قريةٍ بعيدةٍ وخُطى لا تُحصى
(ثمةَ ما يجبُ أن نحملَهُ على أكتافنا لتصير خطواتُنا أخفَّ وأطهر)
لم يكُن هذا سرًّا خبَّأتُهُ عنكِ
وكشَّفتُ عنه للنَّهر؛
فقط لم أكن أعرف!
لكنني أعرفُ جيدًا أننا نتخاضرُ _في ثباتٍ_
غير مُكترثين بالعراك الضاري
بين أحمرِ الوقتِ وغبَشِ الأسوَدِ الليليِّ
حين يتسللُ بحماقةِ لصٍّ لا يُحسِنُ التخفِّي.
(كانا يشتجرانِ على فرشاةٍ طارئةٍ لتلوين العالم)

◆ ليلٌ وحيدٌ مرَّ خائبَ الرجاءِ

مُنذُ صافحتُك _مُودِّعًا_ عند مدخلِ ثُلُثِه الثاني؛
كان يعرفُ أن كفي ستَنبتُ في الصباح الجديدِ
مُمسكةً_كما تقرئينَ_ بأنامل الحروفِ
التي تدورُ_ بخفَّةٍ_ على أصابع أقدامها
فوق مسرحٍ وثيرٍ
يتمددُ على شاشة هاتفي كلوحة للمفاتيحِ،
وهي ترنو بأعينها إلى الأعلى؛ لتُقرئَك النَّدىٰ:
صباحُ الخيرِ
أيتُها الآهلةُ بالعصافيرِ
والأغنياتِ الشَّاهقة.

أبو العزائم عبد الوهاب متولي عطوة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى