الخميس ١٨ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

الشلال الهادر

عبد المؤمن أحمد عبد العال أحمد

 1 -

لا تستمسك بتلابيب الزمن الأحمق
برعونة طفل مشتاق لقطعة حلوى.
حتما ستهوي في عتمات الجب الغامض وتتلاشى
كنبى قد سرق قميصه دون دماء تشهد برحيله.
شياطين الوقت تدير عجلات الآلة الجهنمية وتراوغ.
تمضي بفتات الساعات الدهشة
كحجر طاحون للأرواح الثكلى..
تسكر وتعربد وتضاجع وجعك، فرحك
وتسقيك عصارة فروج النار الحبلى..
لن تخلد تلك اللحظة المجنونة حتى تتوج بالأبدية.
راجع إيمانك واكفر بكل لصوص التوابيت الذكرى.
أي جلال تحمله آلهة قررت الموت سريعًا
وأنت المحمول بخفة فوق محفة.
لا تتوقف حتى تودع صديقًا مائيًا تعشقه النار كثيرًا.
ظلال أنت وغبار فانٍ
يتوه في عاصفة ملتاثة تبحث عن قمقم.
اشتهاؤك للنور يحميك من إغضاء الروح
والظلمات سكون ومودة..
مت بيديك شهيدًا يا أحمق
ولا تغرق في شلال النهر المتدفق.
فلن تخلد أو تحيا.
بين تلك اللاءات ستتلظى على أعراف القلب الملتاع
بلا جنة أو نار أو ذكرى..

 2 -

سرق قميصك يا يوسف فلا تتعرى.
وغاض دليل القبح في أوردة الصمت المتعفن.
كيف تُحاك المؤامرة كاملة والكذب عصي
والخدعة دون بحور دماء قانية خطيئة كبرى.
كيف نستدر الدمع المتردد من عيون نبي مخلص للعشق الأبدي.
كيف ينتظر الحمقى مرور العير على جب خال
وشجر العتمة لا يورق نورًا وبنفسج والفجر ضرير لا يخصف نعله.
كيف يُكذب ذئب وابن البيداء مقدس عند قطيع الأنعام الحالمة بالرجم.
لن يحلم فرعون المخلص للجدب بالسبع المثمر.
وسيقتل كل العرافين وقت يراودهم عن أنفسهم فهمًا.
وستموت سنبلات الوشم بين خيوط الكف المتشعبة كخريطة وطن مسروقة تخومه.
لتحيا الأبقار تخور بعجاف الأيام الحالكة ودياجير النجم الآفل.
تهتف حنجرة التيه ضد من يتجرأ ويفسر أضغاث الحلم الوثني.
من يفك قيود السجن عن كل الفراشات المحبوسة كمدًا فوق غمام سحابة خجلى.
يا شعب الوادي اطعم من أسفل قدمي الفرعون نماءً فتحت الأقدام مقدس.
تحتهما جنة وارفة الظل وفى الأفق الحر نيران تتلظى فلا ترفع رأسك.
يا شعب الوادي ابني سدودًا من أشلاء كي تحجز فيضان الوجع المتدفق دمعًا.
وتطلع لإله لن يُمسخ ثورًا يحيك رداءً ناصعًا بدماء بيضاء وذئب وديع لين.
لا تكتف بكبير يحمل فأسًا مكسورًا أو معولا أَدْرَدا قد مل الهدم.
يا شعب مسروق خضاره تبتل لمملكة الألوان وتذلل لإله القحط المأفون.
لعل رغيفًا مسروق نستبقيه طعامًا لطفل جائع يتمطى في رحم الغيب.
فيتقوت بإدام الحلم ويكبر كي يبحث عن عراف.

عبد المؤمن أحمد عبد العال أحمد

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى