الخميس ١٨ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

العودة

يحيى أسامة إبراهيم خليفة

بعد أن أموت
سأكون شجرة
سأوصي بزراعة جسدي كسماد
وقلبي هو البذرة
لأنبت تفاحا وورودًا
بدلا من أن يأتي ابني للمقابر
سأنتظره دائمًا في حديقة منزلي
الذي سكنته بعد التقاعد في القرية
لأحرث الأرض التي خرجت منها روحي
في رحلتي بجسد الإنسان
وسأتحرر مرة أخرى
كلما تعطش لرؤيتي يأتي ليرويني
يقطف لأمه وردة ولابنه تفاحة ويقول له:
هذا هو جدك
أراد أن يظل كما كان؛
ظلا وسندا يطرح المحبة
علمني الحكمة ومعنى الحياة
عندما كنت نطفة
بينما هو منتشٍ..
وضع قبلة وهمس في بطن أمي:
ما تبحث عنه موجود بداخلك.
فمنحني هويتي وصرت إنسانًا
حدثني عن إيمانه بالله
فآمنت به عندما رحل بينما يعيش بداخلي
أحب جميع فصوله..
استمتع بربيعه
وشكر شتاءه
وغفر لصيفه
واحترم خريفه
عانق أمي
منحها رحيقه الأخير فأزهرت
ودعها وعيناهما تبكي دموع التلقيح
أوصاها ألا تتركه يجف
لأنه في العناق القادم سيزهر هو ليمنحها ثماره
أوصاني بها
وبمركبه بعد أن عرفت وجهتها
وعوده بعد أن عزف عليه لحن الوداع
ومكتبته بعد أن وضع بها هذه القصيدة
ورحل في هدوء وثبات
بعد أن ترك لي رائحته في خشبهم.

يحيى أسامة إبراهيم خليفة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى