الخميس ٦ تموز (يوليو) ٢٠٢٣
بقلم عبد العزيز زم

الفناء

كنتُ أعرُجُ عارياً فوقَ السّحابْ

مثلَ سربٍ من فَرَاشٍ مَلحَميٍّ
راح يجذبهُ الضّياءُ
مُـغـيِّـباً عنهُ الصَّوابْ
لم أكُنْ جَسداً لأنظرَ من عيوني
كنتُ كلّي مُبصراً
كلّي مُحِسّاً مُدركاً
في أوجِ ذيّاكَ الإيابْ
كان يصْدَحُ مِن أَدِيمي لحنُ نايٍ
كنتُ أسمَعُني فأطرَبُ
أو أُعَذَّبُ
ليس يملكني شعورٌ خالصٌ
كان إحساسي غريباً
كنتُ أحسَبهُ سَرابْ
كانَ لحنُ النّايِ هَدْياً
راحَ يرشِدُني إليكْ
كانَ نفخُكَ فِــيَّ رفْداً
فاضَ ينضَحُ مِن جَنَاني
يَملأ الكونَ اشتياقاً
ليسَ يحجبهُ حِجابْ
أيّها المعشوق مهلاً!
حينَ تغمرُني الثّمالةُ
أيّ طعمٍ للشّرابْ؟!
إنّني أنتَ القريبُ
أشدُّني نَحوَ الحُلولِ
ألوذُ من قيدِ العذابْ
غيرَ أنّي لمْ أصِلْ
في خِضمِّ تدافُعي صَوبَ المآبْ
قابَ قوسينِ ارتطمتُ بِيَقظتي
وانتبهتُ لِسَوأتي
حينَ عدتُ إلى الغِيابْ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى