الأربعاء ١٩ تموز (يوليو) ٢٠٢٣
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

بغداد

بعد ثورة 1958 في دولة العراق ارتأت القيادة المصرية أن تقدم كوكب الشرق أم كلثوم تحية لشعب العراق وبالفعل قامت الإذاعة المصرية بالاتصال بأم كلثوم حتى تقدم هذه التحية ولكنها أصرت أن صوتها لن يطلع سوى في أغنية ولكن مع الإصر قالت: سوف أحضر إلى الإذاعة وأرى هذا الكلام وعندما حضرت: أعطوها الأوراق التي ستقرأ منها التحية فقالت: قولوا أنتم الكلام ده؟ فقالوا لها : وما هو الحل؟ قالت: خذوا هذه الأوراق وأذهبوا بها إلى محمود حسن إسماعيل يكتب قصيدة وأنا أغنيها

ذهب الإذاعي وجدي الحكيم إلى منزل الشاعر محمود حسن إسماعيل وقال له: أم كلثوم أرسلتني إليك وعندما قرأ الشاعر محمود حسن إسماعيل الأوراق كتب قصيدة بغداد وأرسلها إلى أم كلثوم التي قالت: هذه القصيدة لن يلحنها سوى رياض السنباطي وكانت على خلاف معه في تلك الفترة وبالفعل أعطت الإذاعة القصيدة له ليلحنها دون أن يعلم الصوت الذي سيغنيها.

انتهى الموسيقار رياض السنباطي من تلحين القصيدة وسأله الإذاعي وجدي الحكيم عن أنسب صوت لها؟ فطرح عليه بعض الفنانات وأغلبهم كان من بلاد عربية فقال له الإذاعي وجدي الحكيم : يعني تهنئة من مصر لبغداد وتغنيها مغنية غير مصرية إيه رأيك في أم كلثوم؟ فقال له: خذ أوراقك وأنصرف.

علم الرئيس جمال عبدالناصر بذلك فاتصل بالموسيقار رياض السنباطي فوافق على أن تغني أم كلثوم اللحن وعندما غنتها كوكب الشرق أم كلثوم قصيدة بغداد نجحت نجاحًا كبيرا.

تقول كلمات القصيدة:

بغداد يا قلعة الأسودِ
يا كعبة المجد والخلودِ
يا جبهة الشمس للوجودِ
سمعت في فجرك الوليدِ
توهج النار في القيودِ
وبيرق النصر من جديدِ
يعود في ساحة الرشيدِ
بغداد يا قلعة الأسودِ
زأرتِ في حالك الظلامِ
وقمتِ مشدودة الزمامِ
للنور للبعث للامامِ
لبأسك الظافر العتيدِ
ومجدك الخالد التليدِ
عصفت بالنار والحديدِ
وعدت للنور من جديدِ
بغداد يا قلعة الأسودِ
يا عرباً دوخوا الليالي
وحطموا صخرة المحالِ
ضمّوا علىٰ شعلة النضالِ
مواكب البعث والصعودِ
لقمة النصر في الوجودِ
عودوا لأيامكم وعودي
كالفجر في زحفك الجديدِ
بغداد يا قلعة الأسودٍ
قد آذن الله في علاه
أن ينهض الشرق من كراه
ويرحل الليل عن سماه
وتسطع الشمس من جديدِ .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى