الأربعاء ٨ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٨
بقلم كوكب دياب

دُوَيْبَة

.

نُــبِّـئْـتُ أنّ دُوَيْــبــةً تـغـتـابُني
عـند الـكبير، وهـلْ عَلَيَّ كبيرُ؟

مـلأتْ دمـاغ نـظيرِها بفسادِها
إذْ سـاءَهـا أنْ مــا لــدَيَّ نـظيرُ

أوْ أنّــهـا رغـــم الـكـثيرِ قـلـيلةٌ
وأنــا، إذا وَحْـدي عُـدِدْتُ، كـثيرُ

فَـقَضتْ زمـانًا تَـمتطي زَمّـورَها
وتـــدقّ أبـــوابَ الــورى وتــدورُ

تـسعى وتـزحفُ تارةً بلِسانِها،
وتَــشـدُّ طــوْرًا رِجْـلَـها فَـتـطيرُ

حـتى إذا وصـلتْ إلـينا أُذْهِـلَتْ
وَمَـضتْ بِـخِزْيٍ واختفى الزّمّورُ
****
رمَـتِ الـنُجومَ بِظلْمِها وظلامِها
ظـنّـتْ بـذلـك قــد يَـغـورُ الـنّورُ

أيُــطـلُّ يــومًـا نَـجْـمُها مُـتـألّقًا
ولـنا عـلى كـلّ النجوم ظهورُ؟!

عَـمِيَتْ بَصيرتُها فأعْمَتْ غيرَها
ولِــكــلّ شــرّيـرٍ غـــدًا شــرّيـرُ

يـكفي إذا عـلِمَتْ بِـسرِّ ضيائِنا
أنْ تَـنصبَ الـظَّلْماءَ حيثُ نَسيرُ

ولَـطالَما عَـثرَتْ بـما حَـفَرتْ لنا
وهَـوَتْ إلـى قـعْرِ الـظلامِ تَخورُ

فـالكوكبُ الـدرّيّ دومًـا سـاطعٌ
مـهـما تـمادى الـليلُ والـدَّيجورُ

صـافٍ كـما الـبلّورِ، ذلـكَ سرّهُ،
مــا شـابَ صَـفْوَ ضـيائِه تَـعكيرُ

نـــورٌ بـــلا نــارٍ ولـيـسَ لِـغـيرِهِ
أنْ تَـسْـتَنيرَ بــهِ سُـهىً وَبُـدورُ

إنْ قــالَ قــالَ بِـفِـعْلِهِ، ولِـقَولِه
سـحرُ الـبيانِ وغـيرُهُ المَسحورُ

يَـعـلـو وَلا يُـعـلى عـلـيهِ كـأنّـهُ
نُـــورُ الـسـمـاءِ وغـيـرُه الـتَّـنّورُ
****
إنّ الــدَّراري بـالـسّماءِ جـديـرةٌ
وكَذا السماءُ بذي السُّمُوِّ جديرُ

فـلْتَخْسَأنَّ، دُوَيْـبَةٌ مَهْما عَلَتْ،
مـا كـلُّ مَـن وَلِـيَ الأمـورَ أمـيرُ

مـهـما تَـكـابَرَ صـاغـرٌ فـمَـصيرُه
يَـبـقـى صـغـيرًا والـكـبيرُ كـبـيرُ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى