الجمعة ٣٠ حزيران (يونيو) ٢٠٠٦
بقلم منال أحمد

تباريح ليلية

الذاكرة
سوف تخوننا الطرقُ ذات يوم،
وكذلك الأصواتُ التي ألفناها، سوف تهاجرُ كالسنونوات.
لتمتصَّ تلك الجدران صورَنا..
هنا يخيّمُ الليلُ شيئاً فشيئاً، حتى تنتحب أرواحنا.
إنّنا لا نرى النجومَ من الشرفة..
جريحةٌ أجسادُنا يُطوّقها الألم،
والذاكرةُ تحتفظُ بتباريح ليليّة، كما لو كانت جزيرةً تحاصرُها
المياه..
رفقاً أيّتها السماءُ لنختصرَ المسافات.
 
رقصة الموت
بين تلك البيوتِ التي تتوسّطها غرفةٌ مظلمة
كقبرٍ موحشٍ
تُقرعُ طبولُ الموت
التي تذكّرنا بـ (رقصة التانجو) الشهيرة
تلك الأجساد لا تتحرّك
حين اجتُثّتِ الأرواحُ، حين لا تداعبُ الرياحُ الأعشابَ الساكنة..
تنامُ العيونُ وملؤها الدموع،
إنها تنتظرُ الغد، الذي أصبحَ مصيرهُ مجهولاً.
 
الليل قبر
عيناكَ لا تنام،
تحصيانِ النجومَ وقمرَ الظلام.
كأنك تمثالٌ خرّتْ مدامعهُ، مثل طيفٍ يمرّ..
الليلُ قبرٌ كبير..
ظننتُ أنَّ للحزنِ أوكاراً
فخشيت.
 
الفصول الأربعة
تتوالى الفصولُ لتكملَ دورتها،
تلك الفصولُ تبعدنا عن الزمن،
فتقضمُ سنواتِ عمرنا.
ماذا يعني أن نبنيَ بيتاً من الثلج؟
أزهارٌ نهديها لمن نُحبّ..
فيما تنحدرُ الأوراقُ لتجرفها المياه.
 
الستائر الغامضة
لا تزالُ ستائري غامضةً..
كرسيانِ وطاولة،
فنجانا القهوةِ احتسيناها معاً..
حيث بدأنا هنا.. حيث انتهينا هنا.
كانت محطتُنا الأخيرةُ تشبهُ مدينةً شبحيّة..
سألملمُ أحلامي المبعثرةَ، وأخبئها في جيبِ معطفي،
خشية أن تتبعثرَ في الطرقات
فتُدنّسها الأرجل،
لذلك لا تزالُ ستائري غامضةً..
كرسيانِ وطاولة،
فنجانا القهوة التي احتسيناها معاً
حيث بدأنا.....

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى