الاثنين ٧ حزيران (يونيو) ٢٠١٠
بقلم
تتماوجين على صدري
تتماوجين على صدرييا أيتها المفتونة بعينيأقلبكِ في كل لحظة بشوارع خاليةٍوأهرول بين يديكِ مفتوناً باستسلامكِلغة ترسمنا عاشقينوليل يضمنا تائهين في دروبه الصامتةتتركنا نجيمات تلمع من وراء الغيموقمر يحوطنا بدفئه الوليد من أرواحنا المسكونة بالريحتعالي يا مدينةً تضمني بين جناحيهاواسكنيني بدفئك الحزينخذيني طفلاً يحبو بين أخيلةٍ وظلالٍيرسلُ بالونات ملونةً في فضاء رحيبيتمرغ على عشب قلبكِيا مدينةً تقتلع من عيني قمرهاوترسم على شفتيها عنقوداً من محارات البحرتدفن رأسها في ضلوعيتبحر في بحيراتها روحٌ هائمةٌومراكب تنير لجة الماء بمجدافها المشروخيا مدينةً تغتصب من ضحكتي آياتِ الرحيلوتسفر عن وجه مجنونومسكون بدراويش يتمايلون على أسنة الرمليغترفون من حبيباته قُوْتَهَمويسرفون في السفرينشدهم متسكع مثلي في أزقة الولهويضربون على دفوفهم فيحشرون جنيات البحريلبسونها حلتهم الصوفيةويدوخون فتى مثلي في آخر الصفيتعلم كيف يفنى ولا يجيء ...يا مدينة مشرعة أبوابُها على جنات ونعيمويفصلها عن التمرغ في شباكها الحريريةبعض الأسلاك الشائكةتُترعُ من بئر مالحةيُسْهَمُ الطرْفُ لكن الجسد معجون بطحالبتحجزه في غياب خلف سور عالٍروحي لكِ يا مدينة تسهر للصباح تغزل نداهامن يدين يملأهما الوجعويضاجع رياحها قمر مضيءيهطلُ نورُه شلالا من الحزنما فات جئناه براحتيناوما يحضرنا كفوف مفعمة بالأملوتحلم بالانكسار كموجة عذبة تغرق قدميهايا مدينة تحصر في هوائها طيورا بيضاءترفرف بجناحيها على خلجانٍ عطشىورحايا تطحن أمعاءها الرقيقةفتسقط داخلنا أجنة مشوهةوتمتد اليدان خلف التربة المشققةلتنزع عنها تراثها الطينيوتلبسها حلتنا الصوفيةيا واقفا بيني وبينيوسارقا من عيني شريطا مطولايختصر العمر في سويعاتوربما لحظاتترفق ترفق العاشقينولا تلم فما للملامة بين الدائخين مكانٌدع هذا القلب في هدوء ينعم بالسكنواحتضن قلب المدينةووزع في شتائها أرغفة طازجة تفوح برائحة العشقمطهوة على نار اللوعةيا واقفا بيني وبينيلملم من شوارع روحي أسئلة التوهةووزعها على من يتواصلونويتحدون ، ويسترقون السمع لهسيس الريحوطرقعة الموج على رمل حبيباته الولهْأعطيك قلبي حين تنقره نوارس بحيرتناوتطعمه سمكا مخلوطا برضاب الحبيبةدعونا،أو دعونيأحتضن المدينةوأفتح لها الجوانح لتسكننيوأجتاز بقلبي صفوف الواقفينالدائخينالحالمين بتوهج النار وشرودها في مياه ضحلةدعونيأمضي بقلبي وما تبقى منيبين الغيم، وبين البحر،أقيم لنوارسي موائد الفوضىوأطعم قلبي للريحوأرقد حيث يشاء القمردعوني حيث أرسمني خطوطاً متعرجةووقوفا تحت شجرة قديمةلعلني أجد ما أفتقدلعلني أعود بمن لا أجدلعلني يفتر عن رقدتي ضوء أخضروسماء أخرى لا تسع سوايَمتسكعا ينشد بينهم وجودا وحضوراً