الاثنين ٤ آب (أغسطس) ٢٠٠٨
بقلم مازن عبد الجبار ابراهيم

تراجع

معارضة لقصيدة المتنبي..واني وفيتُ واني ابيتُ
إلى كم تُسائل عنها الخطى
ودربك ليس له منتهى
قد انغرزتْ في صميم الفؤادِ
إذا وافقتنيَ فيها النهى
وسيري إلى اللامكان وحيداً
ووسْط همومٍ بحجم الفلا
هناك يعاتبني دربها
تَوهّم اني هجرت الهوى
هجوت الهوى يا سبيل الحبيبِ
وقد كنت اقفو حتوف اللمى
هجوت الهوى غير أني رجعتُ
ليسجدَ شعريَ عبداً لها
أتذكر عابر سبْلٍ بها
إذا ما تشظّتْ دروب المها
وموتي بخوضيَ في لجّها
كحالة أيِّ مضاع النهى
وإنْ حن يوماً فؤادي لها
تمزق عقليَ في عتبها
فقلت أتذكرني يا سبيلُ
أتذكر ميْتا بحب اللمى
ولو نطق الدرب قال إليكَ
فهمّك ما كهموم الثرى
وبعض الحياة يضيع سدى
وبَعض الحتوف هَناً أولظى
فما لك تامل وصْل اللمى
وبُعدك عنك بعرض الفلا
واين الظباءُ واين اللقاءُ
ومن ذا سيجمع هذا بذا
وفي كل دربٍ صداح الهوى
جميلٌ ويقفو الفتى للردى
جميلٌ بأذْني صداح الهوى
وأجمل منه بقلبي الصدى
وما الورد في حاجةٍ أنْ أقولَ
أيا وردُ إنك أبهى البها
فقلت تحيرتُ كيف أموتُ
أطعناً بلونك أم بالشذى
أكيداً لنا هجرت ظلّها
وظل الحياة يجافي الفتى
فيا ليت قلبي بها لم يهمْ
إذا كان تالي الغرام النوى
فيا ليت يا ليت ماذا تفيدُ
وماذا تزيد على صحبها
هو الحب طيرٌ مهيض الجناحِ
على فنَنٍ مهملٍ في الضحى
فيا... كيف هذا الزمان انتهى
وأودى بغير رجوع المها
وكيف تراجعت بعد الهيامِ
بوهم الظباء لِحد الظُبى
تراجعت يوم سباني الهوى
أسلم راياته للنهى
أُقلِّب عمراً قد اهترأتْ
وريقاته في أكف البلا
وعدت أسير وحيداً حزيناً
ووسط الهموم يضيق المدى
وبالعشقِ يفنى النهى والشبابُ
وهجْر الهناء بلا منتهى
وبستان عمري يبابٌ إلهي
وأحيا وتحيا بوبْل الهدى
وما بعد حبك ربي هوىً
وخير الخضوع لرب الورى
وانّ خضوعي لكم يا الهي
وذلي لِحيني بعيد الضنى
واني اهتديت وأني رجعت
لشمس الفلاح ونجم المنى
وشر الحياة بظل الردى
وخير المنيّة نبْذ الدنى
معارضة لقصيدة المتنبي..واني وفيتُ واني ابيتُ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى