الثلاثاء ١٢ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٦
بقلم موسى حوامده

تعالَ يا طائرَ الكناري..

سوف أتدرب على القطيعة، يخونني الندى، ولا أضمن انهمار المطر بعد ارتفاع شمس الضحى قليلا، كنت توكأت على غيمة، علّها تريحني من ثقل الجيرة، فانحسرت الغيمة، وانحسرت الراحة، وانحسرت الجيرة، ولم يبق إلا الحديد جالسا على قفصي الصدري، يريد تثبيتي في حلبة العناء، التي لم تقف رجلاي بهذه الشدة والصلابة على أرض سواها.

ليس من هم تشكو البلابل، ولا من فراغ عاطفي تبكي العصافير، ولا من ندرة أو قلة، تحزن الخوابي وصوامع الحبوب، ولكن غبار كأنه نقع معركة لم تحسمْ يسد نوافذ البشاشة والخفة، ويغطي فاكهة الهناءة.

تعال يا طائرَ الكناري، تعال نزف طيبةَ الورد، ونغني لموسم الألم، كي نطرد حائكات الشر، عن مهد الطفولة، وسرير الوجود.

أيُّ موسيقى تربك العنادل الراحلةَ نحو أقصى الشمال، وهي تأخذ معها شهوة الليالي المقمرة، لبحة الموال، وسحر الأغاني الذاهلة، عن نزيف الحجر القابع كشاهد على انقشاع الفتنة.

تيار يشد الضمير نحو فيوض الخير، بينما تنزع الحواشي لخيانة متونها، وتضليل القلب عن جهته المُعتَمَدة لترطيب الذاكرة وإراحة كستناء العزلة، وتفريغ الكؤوس من مَراراتها.

أستغني عن رذيلة المنفعة، وأطلق للخيال عنانه، فلا يليق بالخيول سوى حرية السهوب وشساعة الرغبة في مسابقة الريح.

أميز أحيانا بين اليد اليمنى التي تصافح المحبة، وبين تلك التي تحمل سكينا لسفك دم الوردة، وما بين يد المعنى، وصفعة التفسير، أجد كآبتي في حسن ظني دائما، حتى تجاه الأسلحة البيضاء.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى