الأربعاء ٧ آذار (مارس) ٢٠٠٧

تنقيبات في أحافير الذاكرة

بقلم : محمد حسام الدين دويدري
عفواً أمير المؤمنين...!
 
إن جئت أستجدي الصدى جهراً...
 
وأستعدي الأنين
 
وأجوب في الصحراء بحثاً...
 
عن بقايا الأولين...
 
عن رجْعِ صوتِكَ
 
عن سجايا عدلك المقتول غدراً مرتين
 
عن أهل يثرب ...
 
عن قريشٍ...
 
عن مفاتيح الحصون
 
عن ذكرياتٍ أحرقتها نخبة الحكام في ليل المجون
 
فالغدر يجتاح الثكالى والأرامل
 
والأجنة في البطون
 
ويصبّ جام سمومه حتى نذلّ ونستكين
 
تلك المرابع تستغيث فلا تغاث
 
وتستباح فلا تثور لها العيون
 
كلّ المحارم تستباح اليوم جهراِ
 
والقبائل في مضاربها
 
تُعِدُّ خيولها لسباق "واشنطن"
 
و بنو قريظة يسرحون ويمرحون
 
* * *
 
عفواً أمير المؤمنين
 
إن كنتُ أسرف في مدى شكواي وأطيل الأنين
 
مازلت أبحث تحت جلدي...
 
في شغاف جراح صدري
 
بين أشلاء القرون
 
عن حزمة من أمنياتٍ لن تذوب ولن تهون
 
مازلت أبحث عن ملامحك التي حُفِرَتْ على خلجات قلبي
 
بين أزهار الحنين
 
مازلت أبحث عنك حتى بين أكداس الظنون
 
وأسائل التاريخ في ما كان...
 
أوفي ما يكون...
 
فالنقع يحجب رؤية الأفلاك عن عينيّ
 
ويذيب اليقين
 
لأبيت ليلي في زوايا الصبر أعتصر الشجون
 
متثاقلاً نحو المذاخر والمفاخر والفتون
 
أستوقد الوهم المدجج بالأماني
 
موقظاً غفو الجفون
 
أو لاهثاً خلف الحروف
 
معانقاً طيف الحصون
 
علّي أبدد صورة تعلو الدروب المستباحةْ
 
حيث "الأمير" ممدّد في الظلّ مؤازراً وشاحهْ
 
يرمي على أرض البلاط عقاله...
 
يرمي سلاحهْ...
 
ويعاقر "الويسكي" المراق على الغواني
 
فوق أحواض السباحة
 
فهو السخيّ بكلّ ما في ملكه
 
وهو الوداعة والسماحةْ
 
كرمى لعينيها ...
 
وكرمى للعهود المستباحةْ
 
* * *
 
عفواً أمير المؤمنين
 
إذا وجدت يراعي الزاهي مدمّىً
 
أو ظننتَ بي الظنون
 
ذابت ملامحك البهية في تضاريس السنين
 
فمضيتُ أبحث في المرايا عن عطور الياسمين
 
علّي أبدّد سطوة القهر وذلّ الخانعين
بقلم : محمد حسام الدين دويدري

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى