الجمعة ١٨ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٣
بقلم كوكب دياب

جهل مركّب

.
.

هــالَنـي بـعـضُ الـعـجائبْ
مُـعـرِبٌ فــي نـصـفِ عـاربْ

يــــدّعـــي الإيـــمـــانَ زورًا
مُـقْـسِمًا لــي بـالـشَّواربْ:

"إنّــــه فــــي الـعـلـمِ فَـــذٌّ
عـــالِــمٌ كــــلَّ الــغـوائـبْ"

إنْ أُحـــــــــاوِرْهُ بـــفـــقْــهٍ
يُـمْـسِ فـي الـدينِ مُـحاربْ

أو أُنـــاقـــشْــهُ بـــلــطــفٍ
يبقَ في الأسلوبِ "سالبْ"

يـــا لـــهُ – إن قــال حـرفًـا-
مِـــن خِـطـابٍ أو مُـخـاطبْ!

مــــــنْ يُــجـانـبْـهُ بـــقَــولٍ
ســبّـهُ مِـــنْ كـــلِّ جـانـبْ

وإذا "آمَــــنْــــتُ بـــالــلّــهِ"
أتـــــى بـالْـكـفـرِ غــاضــبْ

أيّ ديــــــنٍ ذاكَ إن لــــــم
يُــؤتِــهِ شـــرّ الـمـكـاسبْ؟

ظـــــنَّ أنَّ الـــديــنَ مــــالٌ
أو نــــســـاءٌ أو مــنــاصــبْ

أو نــصـيـبٌ مــــنْ جــمــالٍ
أو حــريــرٌ فـــي الــجـواربْ

أو خــلــيـطٌ مِـــــنْ كــــلامٍ
مُـشْبِهًا فـي الـليلِ حاطِبْ

مـــا كَـفـى الإنـسـانَ بُـعـدٌ
واخـتـلافٌ فــي الـمـذاهبْ

كـي يـرى فـي الدينِ وجهًا
مـن وجوهِ النصبِ كاسبْ؟!
***
إن يُـــجـــادِلْـــكَ بـــنـــحْــوٍ
يَــرفـعِ اســمًـا بـالـنـواصبْ

أو يــجــرَّ الــفـعـلَ عــمــدًا
مــثْــبِــتًــا ذا بــالــتــجـارِبْ

ســـاءَ فـعـلاً واســمَ فـعـلٍ
إنْ يَــعِــبْــهـا أيُّ عـــائـــبْ

إن تـقلْ: "أخْطأْتُ، عَفوًا.. "
لــيـسَ بـالـقولِ الـمـناسبْ

ومــتـى مـــا شـــذَّ عـمـرٌو
كـــان زيـــدٌ خــيـرَ ضـــاربْ

وإذا مــــــا صــــــحَّ قـــــولٌ
قــامَ عـرسٌ فـي الـمضاربْ

لــيــرى الــخـلـقُ جـمـيـعًـا
أيَّ فــحــلٍ.. أيَّ كــاتــبْ!!

قـدْ سـما فـي القولِ فردًا..
حــلّ فــي أعـلى الـمراتبْ

لا تُـــخَــطّــئْــه بـــــقــــولٍ
فـهْـوَ مِــنْ نـسْـلِ الأعـاربْ

هـــــلْ تَـــــرى أنَّ عِــصِـيًّـا
قــــدْ أصـابـتْـها الأرانـــبْ؟!

ربَّ سـهـمٍ فــي الـخواطي
كـــانَ دون الـقـصدِ صـائـبْ
***
إنْ نَـقُلْ: "فـي ذاك لحنٌ"
يـحـتـسبْنا فـــي الأجـانـبْ

يُــعْـطِـنا الإعــــرابَ درسًـــا
وهْــو فـي الـتعريبِ طـالبْ

غـيرهُ فـي "الصَّفِّ" "ماشٍ"
وهـو يمشي في الملاعبْ

غــيــرُ مــحـتـاجٍ لـــدرسٍ..
نــاجـحٌ لـــو كـــان راســبْ

ظـــــنّ أن الــعــلـمَ كـــنــزٌ
جـــاء مـــن غــيـر مـتـاعبْ

لـــــــو رأيــــنـــاه لَــقــلْـنـا
إنّ يــــومَ الــعُـرْبِ ذاهـــبْ

أوْ خَـــبـــرْنـــاه عَــلِــمْــنــا
أنّ قــتـلَ الـجـهـلِ واجـــبْ

مـــن أبَــى الـعـلمَ صـغـيرًا
كـيفَ يـأتي الـعلْمَ شـائبْ؟
***
وإذا مـــــا خـــــطَّ شِـــعــرًا
خــلْــتَـه بــالــنَـرْدِ لاعــــبْ

يــأخــذُ الأشــعــارَ غــصْـبًـا
خــيْــرَ مـغـصـوبٍ لِـغـاصـبْ

إن تـــقـــلْ: "ذا لا جـــــوازٌ
فـيـه" تُـصـبحْ خـيـر كــاذبْ

أو رغـبـتَ الـنُّـصْحَ أمـسـى
راغــبًـا عـــن كـــلّ راغــبْ

فـانـتـحالُ الـشـعرِ أضـحـى
خـــيــرَ نـــبــعٍ لـلـمَـواهـبْ

قـــد حــوى الإبــداعَ أصــلاً
وهْـــــوَ لــلإبــداعِ واهــــبْ

إنّــــــهُ أذكــــــى ذكـــــيٍّ
أيـــنَ مــنـه ابْــنُ الـثـعالبْ

حـــــازَ وجـــهًــا كـالـمـرايـا
غــيـرَ أنّ الــوجْـهَ شـاحـبْ

ولَــــــهُ عـــيـــنٌ كــعــيــنِ
الـعُشْوِ فـي بـحر الـغياهبْ

عــقــلُــهُ عـــيــنٌ ولـــكــنْ
فــوق تـلـكَ الـعـينِ حـاجبْ

إنْ تَــــرَ الـظُّـلْـمـاتِ بَــحْـرًا
أوقــــدَتْ نــــارَ الـحُـبـاحِـبْ

كــــــذبَ الــمـغـتـرُّ ظـــنًّــا
بـل غـدا فـي الـظنِّ خـائبْ

لــيــسَ مــــا يـلْـمـع لــيـلاً
عُــدَّ دومًــا فــي الـكـواكبْ
***
إنْ يَـغُصْ فـي الـبحرِ يـومًا،
تَــرْسُ فــي الـبَـرِّ الـمراكبْ

ربَّ يــــــومٍ إثْــــــرَ هــــــذا
تــعـلِـنُ الــمـجْـدَ الأرانـــبْ

تَــقْــرِضُ الـفـئـرانُ شــعـرًا
وَتُـــغَــنّــيــه الـــجـــنــادبْ

وتـــمــوتُ الــضــادُ قًـهــرًا
والــعَــزَا مــــلْءُ الـمـكـاتبْ

كــيـفَ تــرجـو مــنـه خـيـرًا
وهْــو رأسَ الـلـؤمِ راكــبْ؟!

صــاحـبُ الـخُـلْـقِ.. ولـكـنْ
مـا لـهُ فـي الـغيبِ صـاحبْ

إن يُـــصـــارحْــكَ بـــفَــخْــرٍ
يُـخْـفِ صـرحًـا مِــنْ مَـثالبْ

يُــظــهـرُ الأخــــلاقَ قــــولاً
غــيــرَ أنّ الــفـعـلَ غــالـبْ
***
لــيـس مــنّـا يـــا صـديـقي
مَــــن يُــــواري أو يُــــواربْ

لـــو حَـــذَتْ حَــذْوَكَ عُــرْبٌ
كــانَ دفــنُ الـعُـرْبِ واجــبْ
***
.............. د. كوكب دياب


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى