الأحد ١٦ آذار (مارس) ٢٠٠٨
بقلم عبد النور إدريس

خرائط التّاج

التاج الأول : مساءُ بوحٍ أسطوري

البوح كائن خرافي
تنسفه واحة المعنى المقدس
بوح
كان هنا
مرتكن الاستواء
جسد... يستضيفه ظل متسكع
نديم... يترجّل النساء
يحمل شمسا ناتئة في الرؤيا..
تبني له الآهات سراديب التشرذم
فينام الليل... كالزمن الفارغ ...
من الأسطورة...
كالنهار الذي نسي شكله
من تيه الكلمات المتقاطعة

التاج الثاني: ترتيب ثمِلُ

تضاريس حزني كقُبّرة المغيب
تكفيها حبات قمح كي تفتح ملف العناق
تحتاج طفولتها المنسية عند الصباح
حيث "شمس" يخاف من الآلهة " آيْ" *
يحاول خارج زمن الشعر..
أن يطوّح باكتمال المساء..
مرتبكا ..كان
المساء خارجا من الحانة
علّمه النبيذ كيف يقول "نعم"
عندما تكون " لا" نائمة..
ثملا.. كان..
يُشعل أُلفته في الخطى
ويرتب ارتشاف صحوه
ثملا.. كان..
كالكتابة...هناك...
كمدينة سلطانية...
تنتعل خريطة الخرائب
وترتج منتصبة تفسُّخي...
هنا...

التاج الثالث: بوح غير مكتمل

في البدء كان بوحك الغجري
ينهش أعباء المعنى
أسيّج به تشققات الأسئلة..
وجُزءك فِيَّ متشظِّ مجنون
ما العمل !!!!
أرتعب من الاشتهاءات
أرتب فيكِ اندثاراتي
ما العمل !!!!
وبكِ وحدك...
أرسم شساعة المستحيل
وبياض الزئبق المتلاشي ...
..............في عطرك الراسخ
وأصيغ حلمك..
باقة من هلوسات الأقحوان..
وأعلن فجأة أمكنتي القرمزية..
وأرشف دهشة منكِ قليلة البوح...

التاج الرابع: خوف ماطر

قلتِ لي ذات مطر
خائفة أن أولد من دونكَ..
غيمة محرومة الشغب
قلتُ لكِ ذات عتبة مرحة الامتداد...
لالا...
لا تخافي هطوليَ المزدوج
فأنا لا أساوي دونك شمسا
فلو لم تعبريني...
ما رسمت خطاك فِيَّ...
ما أقنعت ممشاك فِيَّ
وما ترنَّح الورد فيكِ
فانتظريني ...
..............عند منشأ الأعاصير
كي نولد سويّا....

التاج الخامس : نبيذ تاج سيدة البجع

همّ مُشبع الكبرياء
يصالح مداه الظامئ
يحلم بجسد خانته سيولة العشق
يحمل صمته وشما لحريتك..
فحتّى لا تكوني هنا..
يا سيدة البجع
مقيّدة الأشطر والأوزان
أقرأُ لكِ قُصاصات الأنباء
كي يستمر منكِ العمر مُشرقا
فحتّى لا يخترقكِ الغيم
يا سيدة البجع
أجوب تيهكِ مُحنّط الهباء
كي نُمطر معا..
ويكون جسدك خميلة قُبل
فحتّى ألتقط حبّكِ بين الفواصل
حتّى أُتمم استدارة ابتسامتك
سأكون ثُقب إبرتك
فاعبُريني خيطا عاشقا
وتذوّقي غربة نبيذي الأهوج
كي نُمطر معا
كي نولد سويّا....
ويكون جسدكِ خميلةَ قُبل...

التاج السادس: بلاغة القُبل

قدر أنا بين شفتيكِ
/أحلم طائعا بقايا موجك الأزرق/
نار ..أنا ..مختبئة في أشياء ذاتك
/أطفئ عطش الوصف/
ضعيني "كوثرا" في جنّتك
ك
يِ
أُطفئَ حرائق لحظِك الطفولي
ضعيني قُبلا تحت سيطرتك
ك
يِ
أمتهن رجْعَ الصّدى
وأمحو تجاعيد سيدة التاج

التاج السابع: فسيفساء دخّان

هذا دخّانكِ خرج مكتنزا يعشق الكتابة
يدوّن الصباحات المخملية...
لا الصقيع أناخ اليُتم الغارق في حصار الكلمات
ولا التوثبَ استنفر حروفكِ العارية
كيف أُسمّي نفاذك داخلي؟؟؟؟
استأنفي اختراقي
توغّلي في موسيقاي
أكان يمكن للعصافير التي تمتطيني
أن تمد يدها وتستعيركِ منّي
وهي التي ...تُعرف بغيرة العتبات
أكان يمكن للعصافير التي أمتطيها
وتنتظر في شرفتي
اقتسام رحيقك
أن تقايضني بشدو المزمار
وأنا العراب في تصفيف الأغنيات
وتدخين القافية..
خرجت مرفوعا في نصبها
لأكمل لحن انمطاري
فوجدتُ نايي بدون ثُقب...
............................. فاكتفت ِالعصافير بآهاتي
بآهاتي فقط...
وغيَّرت سُحنة الريش
وراقصت تأوُّهاتي مشدودة الخاصرة

عودة إيفا : يوم مفتون

كيف أُسمّي نفاذك داخلي؟؟؟؟
ضُمّيني نُمطر معا..
قبّليني نمطر سويّا..
ويكون جسدك خميلة قُبل
لالالا
لاتمتصّي أشعّتي
ب
لْ
حطّميني إلى ملايين الأجزاء...
وعندما توقظين اعترافاتك
أتكوثر في بريدكِ كاملا...
ويُشبه داخلي كل بحار العالم
بعثريني ...فيكِ
يا سيدة البجع
يا إيفايَ الجديدة
ويكون
بياضكِ مملكتي
وجسدك "آلهة"
ووجهك "آية" امرأة ..
ما تزال تغزل عشقها في بنود الوشم

 [1]


[1ملاحظة: * الآلهة " آيْ" زوج شمس وهي تمثل الفجر في ملحمة كولكاميش


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى