الأحد ٢١ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

خطوط

نبيل مملوك

على خطّ مستقيم
أعود وعلى يدي صليب
لا مسيح يقبل اعتلاؤه
ولا أغنية ستعمّد ذاك
الدم الغريب عن الشعر...
سنبلة هناك تنحني
فقط حين أحبّ
وترتوي ثقة حين يحملني
الهجر على أكفّه العاصفة...
على خطّ واضح مستقيم
أدرس كلّ خطواتي
أبعثرها٬ أمزّقها بعبير النجوم
الملتهبة...
ألتقي شاعرًا يحصي قصائده
المغمسّة بالخرف
أقول له كم الساعة الٱن
يخبرني أنه غير راضٍ عن أبوّته
وعن بنوّتي وينسى أن العقارب
لا تلسع نفسها حين يحضنها السؤال...
أتعثّر بروائيّ هناك...
يكتب سيرته الذاتية...يمحو ٱثار المتكلمين
ينحت على صخرة الفراغ...لوحته
قائلاً:"خذ تعبي إلى المطبعة...
حيث الفيء يخرج من فمّ المحبرة...
حيث الورق يكون كفنًّا مقبلاً لمجزرة...
أعود إلى القاع ...أخسر الخطّ
أجد أناملي...أطفال يشربون غاز السارين
منذ سنوات
أجد بصمتي قوارب متعبين غرقوا
في بحر أحلامهم المستحيلة
أجد أغنيتي تنتظر مسيحها الأخير
كي تصلب أو ربما ترتقي نحو السماء...
كلّ ما أريده يا الله أن تفرغ صحائفك
فكتابة القصائد
غنيّة عن نورك...والشعر
عتمة بشريّة لغابة خائفة
نسميّها الكتابة...
كلّ ما أريده ألّا أكون تابع خطّ
أسير خطّ
ولو صارت الأبجديّة جثّة
نجرجرها كي يرتوي الشطر
بلهاث الراكضين نحو الأبد...
على هذا الخط المستقيم
أصنع سريري...
وأنتظركِ ونهدين كبيرين اِستعترهما لكِ
من شجرة سفرجل لم تولد
وعينين فيهما من عسل المستحيل الكثير
سأكون حرفًا صبورًا أرتشف الغياب
من شفتيكِ
مزارع يغفو تحت شعرك الطويل
على أنه ليل...
على هذا الخط المستقيم تحديدًا
أعيد كل ما قلناه لكِ في الغزل
كي تقبلي الجنس...كحقيقةٍ جديدةٍ
حارّة كمرويّة تمّوز
شاحبة كأماسي أيلول...
على هذا الخطّ أنتهي ببطء
ربّما تشكّلني الغيوم
مجدّدًا بدموع الخفّة...

نبيل مملوك

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى