الثلاثاء ١٦ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

خليل الروح

حاتم اليماني

من لي بِخِلٍّ إذا ما جئت منتحبا
يرثي لحالي إذا ما كنت مضطربا
يزيح عنّيَ حزنا إن مررت به
ويُبعد الهم عني كلما اقتربا
يُعيد لي البِشر والسلوى التي سُرقت
ويقتل البؤسَ والأشجانَ والنصبا
إذا الفواجع يوما زمجرت وأتت
أذاقها من فنون الحرب ما اكتسبا
هل من سبيل إلى الخلاَّن أخبرهم
أن الحياة سقتني بعدهم وَصَبا
قوافل البغي حلَّت بين أظهرنا
وروضة العدل صارت عندنا حطبا
والغدر في الأرض قد فاحت روائحه
وكأس عزتنا قد ضاع وانسكبا
والشر في نزق ماجت مواكبه
فاستل خنجره واختال وانتصبا
والخير قد ضُرّجت أطرافُه بدمٍ
إذ أثخنوه بسيف القهر وا عجبا
فَرُبَّ ذي رحِمٍ غابت مودته
ورُبَّ من بعُدوا كانوا أخا وأبا
إني أريد من الدنيا و بهجتها
ألاَّ أضيق بها كربا ولا تعَبا
ماذا أقول فقلبي اليوم يُنبئني
أني أسير إلى الأوطان مغتربا
ما زلتُ في رَحِم البأساء مصطبرا
جَلْدا قويا أبيا شامخا طرِبا
يلقى الكريمُ خطوبَ الدهر منتشيا
إذا التقى بخليل الروح واحتسبا

حاتم اليماني

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى