الأربعاء ٢٠ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
بقلم فاروق مواسي

رثاء ووفاء إلى سهيل إدريس

أخي سماح ، عزيزتي الفاضلة عائدة :

أحر التعازي برحيل أستاذنا -منارة أدبنا الساطعة الأديب الحبيب سهيل إدريس ...

كم أحب فلسطين ! وكم رفد مسيرة أدبنا !

وكم تتلمذت أنا شخصيًا على الآداب وكتابها وفكرها ، وها أحتفظ بمئات الأعداد بدءًا من العدد الأول .

وما زلت أذكر فرحته - كما حدثني عنها ابنه البار - يوم أن أشرفت على العدد الخاص من الآداب عن الثقافة الفلسطينية في الجليل والمثلث (تموز - آب 2003) ، بل إن دمعته طفرت يوم أن تنازل جميع كتابنا عن مكافآتهم ، فعلق - كما قال لي سماح - : ها فلسطين وفية لي ، وكافأتني أنا .

التقيت سهيلاً وعائدة في القاهرة قبل ثلاث سنين ، وحمدت الله إذ تعرفت إليه ، ورغم أني كتبت مقالة ناقدة ،وفيها ملاحظات حادة عن سيرته الذاتية، إلا أنني فوجئت بقوله : هذا هو النقد ، فمن لا يتقبل النقد عليه ألا يكتب .. ، وأنا راض لأنك تناولت كتابي ، فهذا يدل على أهميته ، أو أهميتي لديك .

قلت له : كتبت قصيدة عن لبنان ، وذكرتك فيها لأعبر عن حبي لك ، ولم تنشر ؟!
قال : لأنك تذكرني ، فهذا مدعاة للحرج .

والآن ، وبعد رحيلك يا عمنا سهيل سأقدم الأبيات التي ذكرت تشوقنا إلى بيروت وإليكم :
كَم يا لُبنانُ اشْتَقْتُ إلَيْكَ ..وَقُلْتُ : مَتى آتيكْ ؟

أَتَفَقَّدُ دورَ النَّشْرِ ، وَأَرْتادُ بُيوتَ العِلْمِ

وَأَنْظُرُ حَتَّى أَعْلى هامِ الأَرْزْ

أَقْضي صَيْفًا بَلْ لَيْلاً فيكْ

وَأَزور الأَحْبابَ ( سُهَيْلٌ مِنْهُمْ )

وَعَلى ذِكْرِ سُهَيْلْ :

كَيْفَ ( الآدابُ ) وَتَأديبُ النَّاسِ عَلى الطُّرُقاتْ ؟؟

ترى : هل ترحل وبعضهم يحاول أن يؤدب الصوت الذي انطلقت فيه ؟

هل ترحل ولبنان على شفا جرف هار ؟

هل نزور بيروت الجميلة والمثقفة والفنانة والكريمة ؟

إن زرناها سنقرأ الفاتحة على ضريحك ، لأنك كنت علمًا فيها بأصالتك وطموحك ، ولأنك أنجبت السماح والأهل الملاح .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى