السبت ٢٠ نيسان (أبريل) ٢٠٢٤

رَتِـيل

عمرو محمد عبيد فوده

عانقْـتَني يا بحرُ أولَ مرَّةْ
عرَفَ ابْـنُ حزنِـكَ مَن أبُـوهُ فَـ بَـرَّهْ
كلُّ النوارسِ فوقَ رملِـكَ خُـشَّـعٌ
يا ليتَ يُدركْـنَ الجمالَ ، وبَـرَّهْ
شِـعرٌ إلى الوجهِ البعيدِ كتبتُـهُ
فَـإِذا (السُّكُونُ ) بكلِّ بيتٍ حُـرَّةْ
إنَّ التي صافحتُ ـ قلتُ لهَا : غداً
يجِـدُ الأسيرُ مِنَ البكاءِ مفَـرَّهْ
فإذا صَحوتُ على جبينِكِ شاعراً
فعلَى جبينِكِ مِنْ قصيدِيَ طُـرَّةْ
قُـولي لِـوجهِكِ : ما حلَـفتُ بِحُسنِهِ
.. . إلا وجَـدتُ الياسَـمينَ أبَـرَّهْ
قُـولي لِـعِطرِكِ في الزجاجِ : أكُـلما
صهِلَ الجَوادُ شكَـا البنفسَجُ كَـرَّهْ؟
قُـولي لِـثوبِكِ: هل سِواهُ أرادَني
ظمآنَ، دونَ حديقَـةٍ مُـخضَـرَّةْ؟
مازلتُ عندَ البحرِ أُنشدُ غُنْـوتي
وألُـمُّ في جيْبِي سَناهُ و دُرَّهْ
وأقولُ: يا بغدادُ، هُـزِّي نخْـلتي
صبْرُ الكِـرامِ علَى الهوَانِ مَـعَـرَّةْ
لو تغْـفلينَ المجدَ ـ يَا مَـوْلاتَـهُ ـ
لَـسُقِيتِ مِن كأسِ الزمانِ أمَـرَّهْ
سُئِـلَ الزمانُ، فَـقالَ : سِبْطٌ نازحٌ
أكبَـرْتُ في نَجواهُ نفْساً بَـرَّةْ
ولَّى زمانُ الظَّـاعِنينَ ، وكلُّـنا
يَشكو ويَصرخُ في زمانِ الـذَّرَّةْ
مِن قابِ قَـوْسَيْنِ الفِراقُ مُـروِّعٌ
ولأجْـلِ حُـزنَـيْنِ القصيدةُ مُـرَّةْ
يا فارساً شهدَتْ عُيُونُ عدوِّهِ
أنَّ الخيانَـةَ أوجُـهٌ مُـغبَـرَّةْ
لم يقتُـلوا ذَاكَ النبِيلَ بقَـدْرِ مَا
وأدُوا مِنَ الخُـلُقِ النبيلِ مَـجَـرَّةْ
في قلْبِ " غزَّةَ " كانَ كلُّ مسافـرٍ
يشكُـو حنِيناً قبْـلَ أنْ يضْطَـرَّهْ
كانتْ حَكايَا كلِّ طيْـرٍ صادحٍ
تتلُـو مواجِـدَهُ، وتُـفشِى سِـرَّهْ
اليومَ نخشَى أن يكونَ (جريمةً)
شُـكرُ المُـحِبِّ إذا جَميلٌ سَـرَّهْ
جِبريلُ يا حِصنَ الوفِـيِّينَ، الذي
كَـفَّـنْتَـهُ ـ أندَى وأطهَـرُ غُـرَّهْ
ازَّيَّـنتْ عَـدنٌ لِـلُقْـيَا مؤمنٍ
ما كانَ أعظمَ قَدْرَهُ ،، وأقَـرَّهْ
كلّْ ابْـنِ أنثَـى في سفينةِ نُـوحِـهِ
طلبَ الحياةَ مَسَـرَّةً، فَـمَسَـرَّةْ
إنْ يُحْصِ خَـطَّـاءٌ معَـاصيَ عُمرِهِ
فَـعظيمُ حِلمِـكَ يا مُهيْـمنُ غَـرَّهْ
صَفحاً إلهَ الكونِ، مُضطَـرٌّ أتَاكَ
وليسَ إِلا أنتَ يكشِـفُ ضُـرَّهْ ..

عمرو محمد عبيد فوده

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى