الأحد ٦ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٣

زوايـــا الأنـبـيـاء

مروان البطوش‎
اجلسْ وحيداً
كي تُحسَّ بما خسرتَ على الرصيفْ ...
كن واحداً
حتى تحس بقسوة الإثنين
واقرأ ظلك الملقى عليك بنشوةٍ
واغرق
وكن أنشودة النفس الوحيدةِ
كن خريفْ ...
اطرحْ همومك و ازدحامات الشوارع واسترحْ من حملها فوق الغصون المتعبات
ولا تُعرْ للوقت نبضكَ ، كن سحابا عاشقاً للحلمِ و ارفضْ كلَّ أحكام الظّروفْ ...
أنت الذي كوِّنتَ من شعرٍ وهمسٍ
فاحتفل بالوحي وحدكَ وانتشي بالله وحدك وارتقي
لهناك قربكَ
أنت أنتَ و أنتَ أنتَ ولا سواكْ ...
اكتب لنا نبض الهوى بيديك لا تبّتْ يداكْ ...
 
لا تبتئسْ مِنْ جهلهم بالحبّ ياقلبي
و لا تحفلْ بمن يهذي بلا عشقٍ هناكْ ...
أنت النبيُّ وكلهم في الكفر قد سقطوا وراكْ ...
كن واثقا بالشعر
فالأشعار لن تنسى هواكْ ...
اجلس وحيداً
وامتطي ظهرَ القصيد
لكي تحلقَ بلبلاً يشدو بحلْمٍ مفعمٍ ببراءةِ الأطفال
واشربْ من نبيذ الدمع في حزنٍ يشاكِسُهُ ابتِسامْ ...
كُنْ آيةً تُتْلى بِطَرْفِ العينِ ياحزني
وكنْ للشِّعرِ مَهْداً مِنْ سلامْ ...
 
عطِّرْ دفاتركَ الحزينةَ ههُنا بقصائد التّشرين
واهطل من سحاب البوح فوق اللاكلامْ ...
عبّرْ بروح الله عن نِعَمِ الزّوايا حينَ يملؤُها النّقاءْ ...
يا أيها المعجون من ورقٍ وماءْ ...
يا أيها المسكون آياتٍ تضمخها القوافي الغناءْ ...
عبرْ بروح الله عن منفى الرّسول
وعن زوايا الأنبياءْ ...
اجلسْ وحيداً
واتخذْ مِنْ هدأة اللاكيف متكأً
وحدقْ في مشاعرك النبيّةِ جيداً
حدقْ بقامات الصّهيل على شفاه الأغنِياتْ ...
لا ...
لا تسَلْ من أين جاء أريجها الذهبيّ
غنِّ ولا تسلْ عن إسمِ من زرع الكمنجةَ في عذابات الدّواةْ ...
كنْ واثقاً أن الحياةَ هي المماتْ ...
كنْ واثقاً أن المماتَ هو الحياةْ ..
امسكْ بخيط الروح
واقرأ ظلَّهُ الممتدّ من جِهَةٍ إلى جِهَةٍ
وحاولْ أن تسافر في الجِهاتْ ...
اغزلْ من الأنفاس ملحمةً تجسّدُ رحلة الأرواح
والتعبَ المصاحبَ للتزاحمِ والبقاءْ ...
يا أيها المعجون من ورق وماءْ ...
يا أيها المسكون آياتٍ يضمخها التوحد والبكاءْ ...
عبرْ بروحِ الشِّعرِ عنْ دمعِ الرّسول
وعن زوايا الأنبياءْ ...
مروان البطوش‎

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى