الثلاثاء ٢٦ حزيران (يونيو) ٢٠٠٧
بقلم عبد الرحمن الوادي

شيــخُ الجزيـــرة

حدَّثنـا شيخُنـا يومــاً علــى عجــلٍ
إذ قـال قــولاً شجـيَّ النَّبــر أَبكانــي:
 
" مـا لاح لـي حيـن ترحالـي كـذا عجبٌ
مستغــرَبٌ بيــن أقطـــارٍ وبلـــدانِ
 
بالقبَّــة البَرلمانــي نائـــمٌ يقـــظٌ
يصحــو ليغفـو علـى كـرسيِّه القانــي
 
دِيكـاً يـرى نفسـه فـي حلمـه الشَّبقــي
يجتــازُ عليـــاء هامــاتٍ وسيقـــانِ
 
منقــاره دودةٌ، والــرِّيش مـن دخَــنٍ
أمَّــا جناحــاهُ مـن قــشٍّ وعيـــدانِ
 
شيـخٌ عــلا قُنــزُعيه مــاردٌ حـرِدٌ
مــا عـاد يهفـو إلــى أهـلٍ وأوطــانِ
 
آبـتْ إلــى بُــرجه أسـرابُ نــزْقته
أمســى بحـبِّ الكراسـي شبـه إنســانِ
 
كــم للصَّناديـق يصبــو هائمـاً وجـلاً
كالكلـب يخشــى علـى عظـمٍ بأسنــانِ
 
لا يعلـم الدَّهــرُ أسخـى منـه مكــرُمةً
ســرًّا وجهــراً علـى أُسـدٍ وغربــانِ
 
لا حــالَ يبقـى علـى حــالٍ لـه أبـداً
رحَّــالةٌ دون قصــدٍ بيــن ألــــوانِ
 
جزيـرةُ البرلمــان المقتنـــاةُ لـــه
أجواؤُهــا صحـوةٌ، فيهـا الجنــى دانـي
 
مــا تشتهـي نفسُــه ملــكٌ لراحتــه
مــا طــاف بالبـال أو جابتـه عينــانِ
 
فلْيصطـف العمـرَ حيث الشَّمـسُ عـاريةٌ
مــا أجمـل النّـوم فـي أحضانهـا ثانـي!
 
أَنََّـى إلـى أرضهــا نــادت مآذنُهــا
يرجــو خلـوداً علـى كـرسيِّـه الفانــي
 
لا شـكَّ فـي فـوزه المشكـوك مـا برعت
كفَّــاه فــي لعبتـيْ زيـفٍ وبهتـــانِ."

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى