الجمعة ٢٥ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٩
بقلم أحمد وليد زيادة

ضياع

لا شيءَ أشبِهُهُ سوى صِفْرٍ على وَرَقي
ويفصلنا الهواءُ موازياً جُرْحَيْنِ
أينَ أنا؟
تَعِبْتُ مِنَ الحقيقةِ إذ تَخَفَّتْ في سوادٍ سرمَدِيٍّ..
مُسْتَلِذٍّ بالكناية..كي تُراوِغَ وجهِيَ المفتونَ بينَ رذاذِهِ
وتُعيدَ للرؤيا كثافَتَها..
"ستنزِفُ مِنْ هنا..
وتموتُ منتَحِباً
ومَنْسِيَّاً"يقولُ الجرحُ للمفتونِ
"خَلْفَ وجودك الأشياءُ ما زالتْ على الدُّنيا
بملءِ ضبابها تحيا
محاصَرَةً بكلِّ فراغها"
**
الجرحُ ممتَلئٌ بما يكفي لصنعِ الموتِ
مِثْلَ الموتِ
كُنتُ أجيدُ صَمْتَ البِئْرِ دونَ تكَلُّفٍ
وأخافُ مِنْ صوتي على ورقي
فأنقُرُ فوقها صِفراً يشابِهُني
/
تَمَخَّضَ كُلُّ حُزْنِ الأرضِ..
ثمَّ حييتُ
مُخْتَلِفاً عن الأشياءِ بينَ يديَّ
-لكن لستُ أُفْلِتُها-
وتدلُفُ مِنْ سماءٍ جنَّةٌ يوماً..
لِتَسكُبَ بعدها عامينِ مِنْ سَقَرٍ عَلَيَّ
كُنِ الحقيقةَ
هل ستَنْفُذُ مِن خلالِ الجُرْحِ إن وارَيْتَهُ
بالعُشْبِ والضِّدِّ المكابِرِ؟
هل سَتَعْلَقُ في وجوه الهاربينَ إذا احْتَدَمْتَ الموتَ؟
كُنْ للأرضِ جائزَةً مِنَ الآلامِ
إنَّ الموتَ يفسُدُ بعدَ أوَّلِهِ..
فلا تركن له..

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى