عابر على هامش القصيدة

تطاردني الدقائق والثواني
ويطردني المكان من المكان
أسير على طريق التيه
أمشي بعكس الريح
قلبي ترجماني
أسافر باحثا عنّي لأنّي أكيد أنّ لي في الشبه ثان
وأمشي تائها وحدي وأمشي
طريقي والخطى يتسابقان
وتمشي خلفيَ الطرقات
يمشي أمامي الغيم
وعن جنبي المباني
أنا الرّحال سل عنّي الصحارى
وسل عنّي الشواطئ والمواني
أنا المنفيّ منّي من دمائي
ومن جسد وقلب يطرداني
أنا المختلّ يدفعني فضولي
إلى نفسي ليكتشف اتزاني
أنا الولهان يا ليلى وقلبي
يفتّش عنك من حان لحان
أنا جلجامش والحرب حربي
وعشتار ستخضع في الأوانِ
أنا طروادة وأخيل يبكي على الأطلال من فقد المكان
أنا كيوبيد آخر بابليّ هنا ما زلت في هذا الزمان
أنا الحلّاج والصوفيّ قلبي
تقدّم يا بلال إلى الأذان
أنا ابن الياسمين أنا دمشق
أنا ابن النيل شرقيّ يماني
أنا ابن السومريّ ومقدسي
ترابي والحجارة أنجباني
أنا كنعان
يا بيروت قلبي يفوح شذى بعطر البيلسان
أنا البحار والطوفان خلفي
ونوح والسفينة غارقان
وفي الطور البعيد أرى أناسا
تلوّح لي إلى برّ الأمان
يرافقني لغار الصمت دوما
نبيّ الشعر وحي للذهان
وتتبعني الحمامة
عنكبوت
وسرب من مجازات المعاني
وناموس النبوءة يرتجيني لأقرأ
لم يطاوعني لساني
سأقرأ..
دثريني الآن
إنّي وقلبي دون خوف خائفان
تعالي واغمري قلبي المشظى
وضمّي أضلعي ملء الحنان
تعالي وامسحي أحزان وجهي
كفاني ما لقيت أسى كفاني
نبيذ صوتك الخمريّ
غنّي وغنّي كي يعتق في الدنان
لموسيقى النهاوند اعزفيني
أذيقيني عذابات الكمان
أعيري اللّيل ثوبك وارتديني
وهبت وسامتي لمن ارتداني
أعيري الصمت صمتك واتبعيني
فإنّ الصمت ممتلئ معان
أعيري الوقت كلّ الوقت حتّى
نسافر وحدنا عبر الزمان
سيسقط في يديّ سوار عكا
ويافا والجليل سيسقطان
وتسقط ألف أندلس بقلبي
وتسقط في دمي كلّ المباني
وأنت ستسقطين على سريري
ويسقط فوق صدرك عنفواني
ونُنسى..
آه لو ننسى قليلا
فإنّي والمسافة متعبان
أحبّك يا متيمتي لأنّا
سويا في الغرام متيمان
أحبك صدّقي إن قلت
إنّي بحبّك صرت مهووسا أعاني
أحبّك يا فتاة الحبّ حبا
كحب الليل للشعرى اليماني
أحبّك كلّما عبرت ببالي
فراشات الهوى بالأقحوانِ
أحبّك كلّ يوم كلّ ليل
حنيني واشتياقي شاهدان
أحبك طفلة
فدعي فؤادي وقلبك في الصبابة يكبران
وضميني لأشتعل اشتياقا.. هوى
وتنفّسي بعدي دخاني
وقولي لي
بربك هل يضاهى بهذي الأرض حبّ الأسمراني؟