الأربعاء ١٣ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
بقلم أحمد محمود القاسم

علماء يهود يفضحون الخرافات المتوارثة

ويقولون: (فلسطين ليست ارض الميعاد)

تأكيدا لما أكده العديد من علماء الآثار والتاريخ، فقد تلقت اسرائيل صدمة كبيرة، عندما أعلن عدد من علماء التاريخ اليهود، داخل الجامعات الإسرائيلية، يوم الخميس الموافق 22 أيار 2003م أن ارض الميعاد (فلسطين)، ليست حقا للإسرائيليين، وهو ما اثار عاصفة من الاستياء، لدى العديد من الدوائر الصهيونية، خاصة الدينية اليهودية منها، على وجه الخصوص.كان البروفيسور اليهودي الامريكي الجنسية (أبراهام دوني)، قد ألف كتابا بعنوان:

(البدايات والنهايات لدولة اسرائيل)

أكد فيه، انه استعرض في هذا الكتاب، قضية أحقية، من في هذه الأرض، (ارض فلسطين المعروفة باسم إسرائيل)، وتساءل؟ هل هي للإسرائيليين حقا؟ أم للفلسطينيين؟

واستعرض العالم اليهودي المتخصص في مجال الآثار، العديد من المصادر الأثرية من مخطوطات البحر الأحمر، ومخطوطات البحر الميت، وما يعرف بمخطوطات (الجنيزا) اليهودية وآثارا أخرى، توصل من خلالها، إلى استنتاج وحيد، وهو ان بني إسرائيل، عقب خروجهم من مصر، بقيادة نبيهم موسى، لم يتجهوا الى فلسطين، بل اتجهوا الى المكوث في الصحراء، لأكثر من أربعين عاما، (كما يؤكد القرآن الكريم ذلك، في سورة المائدة) (قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنةً يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين (المائدة:26).).

أضاف البروفيسور اليهودي، ان التاريخ وأدلته الثابتة، تؤكد ان بني إسرائيل، حاولوا دخول ارض فلسطين عدة مرات، ولكنهم فشلوا، بسبب دفاع أهلها الفلسطينيون عنها، مؤكدا أن مملكة يهوذا (اسرائيل الجنوبية) التي يتحدث عنها العهد القديم، والتي أقيمت عليها دولة اسرائيل الحالية، كانت مسكونة بأهلها الفلسطينيين.

هنا يؤكد العالم الامريكي الجنسية، ان وصف العهد القديم، لقصص دخول ارض فلسطين، وصف مزيف ومشوه، وهو نفسه، لا يعطي بني اسرائيل الحق في ارض ليست لهم، لأنه يؤكد انهم حاولوا احتلالها عدة مرات، وعلى هذا الأساس، توصل العالم اليهودي الى ان دولة اسرائيل الحالية، دولة غير شرعية الوجود، ولا يمكنها أن تكوين ارض الميعاد، لانها ليست هي الدولة التي تستحق هذا، لان أساسها باطل، والرب لن يرضى بالباطل.

الغريب في الأمر، أن جامعة تل أبيب، نشرت هذا الكتاب، فقامت الصحف والمجلات الدينية، ومنها مجلة (الأسرة) الإسرائيلية الدينية، بهجوم قاس، على رئيس الجامعة ومعاونيه، وكل من سمح بنشر هذا الكتاب، وعلى العلماء الآخرين المؤيدين لهم، لما أورده (أبراهام دوني) في كتابه، وهم أكثر من (170) عالما يهوديا، وهم من أهم علمائهم، ومن يثقون في آرائهم وكتاباتهم أكثر من أي أحد غيرهم.

تقول صحيفة (معاريف) التي نشرت تحقيقا حول آراء العلماء:

(لا يمكننا قبول هذه الخرافات، التي ينادي بها هؤلاء العلماء، نحن نحترمهم نعم، ونقدر علمهم وعملهم نعم... لكن ليس من المعقول، أن نقبل إهانتهم للكتب التوراتية، وقصص آبائنا وأجدادنا، الذين دفعوا حياتهم ثمنا لارض الميعاد المأمولة.

أضافت (معاريف):

ماذا يمكن ان يحدث بعد هذه التصريحات، من قبل أعدائنا العرب والمسلمون !!!

طبعا سيقولون لنا: الم نقل لكم، أنكم تحرفون التوراة !!! وأنكم تضعون قصصا ومعتقدات من نسج خيالكم!! أيرضى هؤلاء العلماء، بذلك التشكيك في ديننا؟ اذا كانوا قد ارتضوه هم لأنفسهم، فإننا لن نرضاه نحن، ولا الشعب اليهودي كله.

بهذا، يكون علماء بني إسرائيل التاريخيين والذين يمثلون النخبة بالنسبة لهم، قد علموا بالحقيقة، وعادوا إلى رشدهم وصوابهم، متأخرين جدا، بعد أن قتلوا مئات الآلاف من شعب كنعان والفلسطينيين، أصحاب الأرض الشرعيين.

مع الأسف الشديد، ما زال قادة العدو الصهيوني وزعماؤهم، وحتى يومنا هذا، يكابرون ويتمسكون بالباطل، بان هذه الأرض الكنعانية الفلسطينية، منذ ما قبل الميلاد المجيد، بآلاف السنين، والتي استولوا عليها من الفلسطينيين، بقوة السلاح والبطش والإرهاب وبالخديعة أيضا، وأقاموا عليها دولتهم المصطنعة (إسرائيل)، بأنها هي أرضهم، ومنحها لهم ربهم (يهوه) ليقيموا عليها دولتهم المزعومة والمصطنعة دولة (إسرائيل).

فمـــن فمهـــم أدينهم

ويقولون: (فلسطين ليست ارض الميعاد)

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى