الاثنين ٤ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٠
بقلم علي جمعة الكعــــود

عند الوداع

(من أوراق سائحة فرنسية)
عند الوداع مـــددت ُحبلَ جراحــيْ
وقتلتُ في زخم الِحـــدادِ صــداحيْ
 
يـا فرحة ً لم يكتــملْ مــــشوارهـا
ذبُحتْ على يد دهــرنا الســــفـّـاح ِ
 
تاهتْ سفينةُ ُ نـوح َلم يرأفْ بـــها
لاسـفـْر ُ تلمــــودٍ ولا إصحـــــــاح ِ
 
وتشتـّـتتْ روحي بيـوم ٍعاصـــــفٍ
وغرقت ُ رغم مهــــارة المـــــّلاح ِ
 
يا شاعرَ الأحـزان كيف تركتــــَني
أمضي ولم تمسكْ بطرف وشاحيْ؟
 
حكمتـْـــك َ مثل الآخرين غرائـــــزٌ
أم نـلـْـت َمنـّي واصطفيت َ جراحيْ
 
أنا لم أنمْ بالأمــــــس حتـّى هزّنـي
صوت ُ المــؤذن ِ هازئا ً بنواحــيْ
 
باريسُ أكـــــبرُ مدْيةٍ يا شـــاعري
من أجل ذبح العــــشق ِ والأرواح ِ
 
غدْرٌ وكـْـذبٌ واغتصـــــابُ براءة ٍ
إجهاضُ أحـلام ٍوقتــْــــــل ُ صباح ِ
 
الوصلُ بعد العشق أروعُ مطــــلب ٍ
والعـــشقُ في باريس َ غير ُ مباح ِ
 
لله ِ أي ُّ تطــــــــــــوّر ٍ وحضــارةٍ
وغرائز ٍ من دون كبـْــح جمــــاح ِ
 
إنّي عشقــٌـتك َ تلـــكَ كلُّ حكايــــتي
وجعلت ُ روحــــي نهـْـــــبة ً للـراح ِ
 
حكم الفراق ُ وكم (قسى )في حكمه ِ
من دون ذنب ٍ ظاهر ٍ وجُنــــــــــاح ِ
 
واجهت ُ هـذا الحكمَِ مالي قــــــدرة ٌ
وصنعت ُ من خيط الدموع سلاحيْ
 
بصماتـُــك َ الذكرى الوحيدة ُ بيننا
إنْ رفَّ فوقـي طـائــــــــرُ الأتراح ِ
 
أشجار ُ صدري لنْ تدر َّ مواسمـاَ ً
رغـمَ امتلاءِ الغصن بالتفـــــــــّاح ِ
 
والـلـّـيلُ يمضي ذاكراَ ً سهراتنـــا
سهراتنا المـــــــــْلأى بلا إفصـاح ِ
 
يا شاعرَ الأحزان إنّ وداعنــــــــا
وفراقــــــــــنا شـبحٌ من الأشـباح ِ
 
سأخط ُّ حبّك َفوق أرصفة الهـــوى
والبحر ِ والجــــــــدران ِ والألـواح ِ
 
والقلبُ سوف يظلُّ بَعــــدك َ مقفلاً
والحـبُّ مدفــــــــــون ٌمع المفتـاحِ ِ.
(من أوراق سائحة فرنسية)

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى