الثلاثاء ٩ حزيران (يونيو) ٢٠٠٩
بقلم فؤاد اليزيد السني

عن لقاء ألبيرتو مانخويل مع بورخيس

لقد اعتمدنا في هذه الدراسة، على شهادة ألبيرتو مانخويل و دراسات أخرى، معتمدين طورا على الترجمة، و أحيانا أخرى على النحت و سياق آراءنا الخاصة من خلال قراءاتنا الشخصية.

لقاء مع خورخي لويس بورخيس

يعد الكاتب الأرجنتيني (خورخي لويس بورخيس) المولود (24 أغسطس 1899 م و المتوفي 14 يونيوه 1986 جنيف – سويسرا) من الأدباء العالميين، و من أكبر الكتاب الذين جددوا المسار الثقافي في أواخر القرن المنصرم.

لقد عرفنا بورخيس عبر مؤلفاته، و تتبعنا أثاره الأدبية لأكثر من عقدين و كنا نتمنى لقائه، غير أن الظروف شاءت غير ذلك و عوضتنا بهذا اللقاء و بهذه الصحبة، هذه السيرة المختصرة، التي سجلها لنا ( ألبيرتو منكويل ) عبر كتابه الشيق ( عند بورخيس).

يروي لنا (ألبيرتو منكويل) عن تلك الفترة (من الثلاثينات فصاعدا) ، التي كان يتردد فيها على بيت بورخيس كقارئ. فالكاتب كان قد أصيب بفقدان البصر حوالي الخمسين من عمره، و كان و الحالة هذه بحاجة لقراء يعوضون لديه هذا الخسران الثمين، و نقصد به نعمة البصر. و عبر هذه اللقاءات المبرمجة، كثيرا ما كان الكاتب أحيانا ما يخرج عن الموضوع، و يتخذ له فسحة كلام عن تجاربه الشخصية. فمما يرويه بورخيس عن نفسه، أنه كان يعلم منذ طفولته، أي سن مبكرة جدا بأن قدره أن يصبح كاتبا. و لقد كان إيمانه بهذا المصير عميقا بحيث أنه حين كان في العاشرة من عمره تلقى قصيدة قيلت فيه، من قبل صديق العائلة الشاعر ( إفريستو كرييكو) الذي أهداها إلى أمه ( دنيا ليونور):

لَعَلّهُ طِفْلُكِ هذا،

الذي هو عزُّ افتِخارِك،

و الذي بَدَأَ يَشْعُر على رَأْسِه،

بِعَطَشٍ خَفيفٍ لأَكاليل الغار،

لَعَلّه يَسيرُ على جَناحِ الخَيال،

لِمُلاحَقَة مَوسم القِطاف،

كَبُشْرى جَديدة للِسّمُو،

و قَطْفِ عِنَبٍ ذائعِ الشُّهرَة،

مِن نَبيذِ القَصيدَة.

و كذلك كان و أصبح الولد بورخيس كاتبا كبيرا، ذائع الصيت في الأوساط الأدبية العالمية. و هكذا دخل إلى حلبة الكتابة و لم يغادرها إلا من بعدما خلف لنا فيها أجمل الأدوار الكتابية. فهو مثلا حين يتحدث عن الوسط الإنشائي و عن علاقة الكاتب بالقارئ، فأنه يسوق لنا رأيه المتميز عن نوعية أواصر هذه العلاقة الخفية، التي تنشأ بينهما. فهو يحدد موقفه باعتباره كقارئ للآخرين أولا، لأنه حسب تعبيره " إننا نقرأ ما نشاء و لكن لا نكتب ما نشاء، حسب ما نحب، بل حسب ما نستطيع كتابته ". و راح متذكرا بشكل رحيم، تلك الكتب الأولى التي دخلت حياته و التي ما يزال يتذكر حتى غلافاتها، نذكر على سبيل المثال: (دون كشوطي) (خرافات "غريم ) و صائد (هاين ) و(سان جون د. لا كروا) و من السجل الأرجنتيني (إدواردو وايلد) و( إدواردو كوتييرس) و (فنسنت فديل لبيز) و آخرين و القائمة طويلة. لقد كانت كل هذه الكتب متواجدة بمكتبه، إلا مؤلفاته هو، فإنها كانت بكل بساطة منعدمة. و ثمة بالمناسبة نادرة تفسر نوعا ما هذا الغياب المقصود. تلك النادرة حصلت، حين كان المقرأ "ألبيرتو منكويل" ذات يوم مشغولا بقراءته، حين رن الجرس فجأة و أطل عليهما ساعي البريد برأسه حاملا بين يديه طردا بريديا. و حين أُخْبِر بالطرد البريدي، طلب بورخيس من منكويل أن يصفه له. و أجاب منكويل بأنها صندوقة مزينة. و حين فتحها وجد فيها آخر كتاب مزين ترجم للكاتب في إيطاليا. حين أخبره بهذا تناول منه الكتاب و سلمه لساعي البريد قائلا:" لم أكن أتصور بأنها علبة شكولاطة خذه " هدية لك.

و مع الكتب دائما،فبالنسبة لبورخيس، إن الواقع الأساسي يتواجد في الكتب. قراءة الكتب، كتابتها و الحديث عنها. و في شعوره الدفين، كان واعيا بأنه يتابع حوارا قد ابتدأ منذ آلاف السنين، و الذي حسب تصوره، لن ينتهي قط. فالكتب من وجهة نظره، تعيد تنظيم الماضي:" و مع الزمن، كان يقول، كل قصيدة تتحول إلى مرثية

و في هذا السياق بالذات كان بلا رحمة تجاه الدراسات النقدية النزقة. و كان يأخذ على الأدب الفرنسي، كونه يهتم أكثر ما يهتم بالمدارس و يترك الكتب جانبا. و بسبب موقف كهذا، كان يؤخذ عليه عدم احترامه للتقاليد الأدبية الجارية و الخروج من صفوفها، بل و التمرد عليها. فكثيرا ما كان يسوق نفسه مع الحظ و كثيرا ما كان يتخلى عن بعض الكتب دون إتمامها. بل و أحيانا ما كان يجد متعته و ضالته في بعض القصاصات الموسوعية أو المقالات القصيرة. و مع ذلك كان الحظ كثيرا ما يسعفه و يقف بجنبه، فيصيب في تحليلاته حتى لتلك الكتب التي لم ينه من مطالعتها بعد. و بهذا الصدد كان يقول عن نفسه أنا قارئ (هيدونيست) أي بمعنى محب لمعة القراءة.

و لربما بسبب هذه الكرامة الأدبية التي كان يتمتع بها، يمكننا أن ندرجه في قائمة (مونتين )، (توماس براون ) و (لورنس ستيرن ) . وهو من جهة أخرى متواجد بين طيات كتب متعددة و مختلفة مواضيعها، من فلسفة و أدب و شعر و تاريخ واجتماعيات.

فنجده مثلا في كتابات (ميشيل فوكو) و (اُمبرتو إيكو) و(روغ) و (كاميل) و (كودار) و غيرهم.

و لقد كان بورخيس يتمتع بذاكرة " مَعَرِّيَّة "، و كان بمقدوره أن يسوق عبارات منسية من مؤلفاته، بل و حتى تصحيح مباشرة، بعض النصوص التي عرضها عليه بعض الصحفيين خطاً. و كان يقول بهذا الخصوص، بأنه يحبذ الذاكرات المبدعة، مثل ذاكرة (دي كوينسي) في ترجمته للأشعار الروسية عن حياة التتار، ملخصة في سبعين بيتا. أو ذاكرة (أندرو لين ) صاحب ترجمة ألف ليلة و ليلة.

فإذا كان ثمة نوعا أدبيا محبذا، الشيء الذي كان يستنكره لأنه ليس ثمة من أجناس أدبية بل ثمة جنس واحد، و نوع واحد هو فن الملحمة (كأوديسة هوميروس) مثلا. لأن الملحة كانت في بدايتها ملحمة أبطال و حروب و صراعات عنيفة و ليس شعرا عاطفيا. و كأن الآلهة أرادت هذا النسيج الخصامي حتى تتمكن الأجيال القادمة من الغناء. و كان بالإضافة لهذا يحب الأدب الألماني، طالما أنه كان يمارس هذه اللغة. و كان غاليا عليه كل من (هاين و جوته) محبذا في اللغة ألمانية شفافيتها. وكثيرا ما كان يؤاخذ على (هايدكير) كونه اخترع لغة كان يدعوها:" لهجة ألمانية ملتبسة".

و كان يحب أيضا، الروايات البوليسية التي كان يجد في قراءتها متعة كبيرة. و التي كان يجد في تشكيلاتها، البنيات الحكائية المثلى، التي تخول للكاتب أن يحدد حدوده الخاصة به و التفرغ لجودة الكلمات و للصور المصاغة منها. و يسوق بورخيس مثال (أريسطو) الذي قال بأن قصيدة مبنية على مغامرات هرقل، لن يكن لها حق التمتع بوحدة (الإليادة) أو (الأوديسا) .لأن عنصر الوحدة الوحيد – نعود إلى تعليق بورخيس - هو البطل الفرد الذي يقوم بمفرده بعدة أعمال مختلفة، و بأنه في الأعمال البوليسية فإن عنصر الوحدة يظل مربوطا بغرابة النص نفسه و بالعجب الذي يكتنفه.

و يصرح بورخيس في المقدمة التي استهل بها مجموعته القصصية (بيان برولي) في الخمسينات، بأنه قد كان جدّ متأثر ب(كبلن) الشاب الذي كانت له في منشوراته الحكائية، الرؤية النافذة في طرح مواضيعه بشكل رائع و مصيب. و في هذا السياق بالذات خاطبت نفسي متفكرا:" إن ما استطاع شاب موهوب بخياله و أسلوبه المؤثر، بإمكان من له الخبرة في هذا الميدان، أن يأتي بمثله، و لو كان على مشارف الشيخوخة، و كنت أقصد نفسي". ثم يعقب في خاتمة مجموعته قائلا:" لقد حاولت على غرار (هنري جيمس) أن أعيد تأسيس هذه القصص و الحوادث حول شخصية أو حادثة واحدة". و نرى بأنه يشير إلى مواضيع هنري جيمس، التي كثيرا ما كان يقول عنها، بأنها مادة قابلة للصياغة من جديد.

في علاقته باللغة الإسبانية فإن بورخيس يعتبر كمجدد و محيي لها. فبثقاته الواسعة و التي كانت تسع عدة لغات دولية، أستطاع أن يدخل إلى اللغة الإسبانية عبر كتابته المتنوعة، عدة مواصفات و تعابير لم تكن تتوفر عليها. لقد كانت ممارسته الكتابية تملي عليه عدم التقيد بالمعطيات و الخلفيات و التحرر من القيود، للدخول بكل حرية إلى عالم الكتابة و فضاءاتها اللاّ متناهية . و سواء كان ذلك يتعلق بالنصوص الإبداعية أو في فن الترجمة.

فمنذ القرن السابع عشر و الأدباء الإسبان موزعين ما بين القطب اللسني الباروكي و (لكنكورا) و قساوة (كيفيدو). أما بورخيس، فلقد دشن لوحده، قاموسا لفظيا ذا مستويات عدة من حيث الدلالات الشعرية الجديدة، و أسلوبا هو في غاية السهولة و البساطة الخادعة. و ليس من الغرابة أن نرى بأن أكثرية الكتاب الناطقين بالإسبانية و أكابرهم، انطلاقا من (غابرييل غارسيا ماركيز) إلى (خوليو كرتازار) مرورا بكل من (كارلوس فوينطس) و (سفيرو ساردوي) فالكل يدين لبورخيس بهذه الأسبقية و هذا الكنز الكبير الذي حبي به اللغة الإسبانية، وهذا المقطع الرباعي نظمه فيه الشاعر الأرجنتيني (موخيكا لينز) :

لا ضَرورَة أَن تَصْهَر لَكَ،

مَشاريعَ للعَظَمَة،

لأَنّه مَهما ما كَتبْت،

فقد كَتَبه بورخيس قَبْلَك.

فلغة بورخيس والأسلوب الكتابي الذي كان يمارسه، قد انحدرا إليه من قراءاته و ترجماته لأدباء، أمثال (شسترطون) و (شووب). و أيضا من أحاديثه التي كان يأتي بها، وهذا بفضل بساطته، من الأوساط الشعبية التي كان يختلط بها، و يستمع إلى حكاياتها و أدبياتها، و لم لا؟ و هو القائل بأنه قد استفاد من كاتب بسيط، كان يكتب قليلا و يفكر كثيرا. فمنه استفاد في فهم (أفلاطون) كما فلاسفة آخرون من جديد. ومن هذا الوسط الإجتماعي البسيط كان بورخيس يستقي الأبطال كما الأشخاص الذين سيصبحون مادة كتبه الإنسانية. نعم لقد كانت رؤية بورخيس البعيدة، تتعالى على كل ما هو نفعي أو داع للشهرة، لتحمل آمال الإنسانية ككل و تتغنى بها و بآمالها. لهذا أيضا كان موقفه السياسي من حكومة ( بيرون) الرجعية التي استولت على الحكم في منتصف الخمسينات، موقفا معارضا. لذا طرد من منصبه الرسمي، فلم يكن يجد حتى بما يكفل به ضمان عيش عائلته. و لنترك له الكلمة الأخيرة، و المتعلقة بميدان السياسة هذا، حيث قال:" أعتبر السياسة أبأس النشاطات البشرية".

و نختتم هذا القراءة، بالشهادة التي قالها في حقه، الكاتب الإيطالي الكبير (إيطالو كالفينو):" ليس ثمة من كاتب غيره، له المقدرة على القبض على سحر العوائد اليومية، إنها الوجوه الخفية التي لا تريها لنا مرايانا." ثم شهادته هو الشخصية، معرفا نفسه بكونه أكثر منه قارئا للكتاب الذين يحيطون به، كصديق لهم. و بقي لنا أن نشير لوجهة نظر خاصة تركناها لهذه الخاتمة ألا وهو وجهة نظره الوجودية أو للوجود. فهو كان مؤمنا بأن ثمة إلاها نحن حلمه، و أنه ثمة كتابة إلهية أيضا. و لقد أشار لهذه الكتابة في كتابه " ذهب النمور". فيقول بهذا الصدد بأنه كان يحب النمور من لما كان صبيا. و كان يعتقد بأن الخطوط التي تزين وبرتها، هي عبارة عن كتابة إلهية. و هذا ما أعاد بذاكرتي إلى التفكر من جديد في وسائل الكتابة البدائية، تلك التي كانت تتخذ لها كسند، كل من جلود الحيوانات و الرقاع و العظام و سعف النخيل بل وحتى الحجارة.

و يمثل لنا بورخيس رؤيته هذه في الحلم الذي رواه عن (بويص). فهذا الأخير، يروي بأنه كان يحلم نفسه في حلبة سباق للجياد. و كان يرى الجياد و انطلاقة السباق، و كل المشاهد التي تعاقبت، لغاية اختراق للجواد السابق لخط الوصول. و فجأة لمح بويص حالم آخر. آخر يراه هو، و كل ما رأى و تصوره. فبالنسبة لهذا الحالم، فإن نتيجة السباق تظل معلقة بإرادة الفرسان، غير أن هذه النتيجة تظل معروفة سلفا من قبل الإله الحالم.

و قبل أن نضيف بعض هذه القصائد التي ترجمناها للقارئ، نقول لكل متشوق لمعرفة المزيد عن حياة بورخيس، عليك يا أخي بقراءة كتابه " كتاب الرمل" فلعلك تصادف فيه ما لم تعكسه مراياه الخارجية.

مقتطفات مختارة من قصائده:

كُلّ بِلّور يَتَرَصّدُنا.

فإذا كانَت ثَمة مِن غُرفة،

بَينَ جُدرانِها الأَربعَة،

توجَدُ مِرآة،

فأنا لَستُ وَحيدا.

أَحَدٌ آخَر هُنا،

و الانْعِكاس الذي يَمْتَلكه في الفَجر

مَسرَح سِرّي.

قصائد موهبة

نشيد للبحر

لِلْمَرّة الأولى،

أَيُّها البَحْر "البروميثي"، خَرَجْتُ مِنْك.

كِلانا مُكبّل .. كلانا بَدَويّ مُتَرحِّل،

كلانا في ظَمَأ شَديد لِلّنجوم،

كلانا بِأَمل و خَيْبَة،

كلانا هَوَاء، نور، قُوّة، و ظُلُمات،

كلانا بِرَغباتِنا الشّاِسعة،

و كلانا مَعَهُ،

بُؤسُنا الكبير.

البحر

لَمْ تَكُن أَيّةُ تَشكيلَة كَوْنِيّة قد حيكَت بَعد،

حُلُم و عُنفٌ كانا غائِبَيْن، إِذَن فلا إِله،

و الأيّام لَم تَكن تَعرِف عُملَة الزّمن،

بَحْرٌ كان هُنا، بَحر، هنا لَم يَبْتَدِأ قَطّ.

مَن هو البَحر، مَن؟ ماذا يُريدُ هذا المَبْدَأ المُتَمَوِّج،

هذا الجُرذُ العَجوز و الغَضوب لِأَوتادِ الأَرْض،

هذا الماءُ كُلّ المِياه، هذا الماء بَراءَة و غَرابَة،

و مُصادَفَة و رَوْنَق و هُوّة و ريح؟

في كُلّ مَرّة نَراه، و كَأَنّها الأولى.

نَراهُ في هذا الانْدِهاش العَتيق،

الذي يُخَلّفه لَدينا المَبْدَئي: غُصنُ الكَرْمَة

مَن نَحن – البَحر و أَنا ؟ فأنا ما زِلتُ أَنْتَظِر،

مِن أَجلِ أَن أَعْرِف. أَنْتَظِر اليَوم الذي سَيَعْقِبُ مَماتي.

(ذهب النمور)

شِكايَةٌ موريسْكِيّة

التي تَمْتَد سَوداويّة على صوى الخُلود المُزْدَوِج،

مِنَ السّماء الهائِلة إلى الحَلَبات المُتَوَحّشّة،

مَحْمولَة إلى الرُّعْبِ بِبُطولات اليَقَطان،

نَحو مَراعي الأَندلُسِ الصّافِية.

شِكايَة تَتَمَزّق مِثل نيران الفَرَح،

عَبرَ عُلّيق الزّمَن تَنْزَلِق و تَسير،

و تَسيرُ عَبْرَه نازِلَة في القرون،

و تُضْرِمُ النّيرانَ المُتَوَهِّجَة،

في أَغاني قيثاراتِ الشّوارِع،

مُمْتَدّة لِغايَة الأَغاني المُعْجِزَة لِلهِند البَعيدة،

حينَ فَجْأَة قَدِمَ " القَشْتالِيون " بِالنّهْب لِلْعَوالِم

سالِبين أَوْطانَ الفَجْرِ لِغايَة الغُروب.

(مورسكيات)

المُتَعَبّدَة
مِنَ التُّراث الرّوحي

إذا كان في اسْتِطاعَتي أَن أَعيشَ حَياتي مِن جَديد،

ففي حَياتي القادِمَة لَن أَرْتكِبَ أَيّ خَطَأ،

سَأَكون أَكثَر بَلادَة مِمّا كُنْتُه،

بَلْ َلن آخُذَ الأَشياء بِتلك الجِدّية السّابِقة،

سَأَكونُ أَقَل نَظافَة، لَن أَتَجرّأ و لن أُسافِر قَطّ،

و لَن أَسْبَح أَبَدا في أيّ نَهر،

و لَن أَزورَ أي مَكان مَجْهول،

ولَن أَتَناول مُبَرّدات بل ولا حتى القطاني،

سَأكون أَكثر عُرضَة لِلمَشاكل و أَقَل خَيال.

 [1]


[1

المراجع:

 
Œuvres choisis.
Ferveur de Buenos Aires (Fervor de Buenos Aires) (1923)
Lune d’en face (Luna de frente) (1925)
Inquisiciones (1925)
Cuaderno San Martín (1929)
Evaristo Carriego (1930)
Discussion (Discusión) (1932)
Histoire universelle de l’infamie (Historia universal de la infamia) (1935)
Histoire de l’éternité (Historia de la eternidad) (1936)
Fictions (Ficciones) (1944) (le recueil contient la célèbre nouvelle « La bibliothèque de Babel ») ISBN 2070366146
L’Aleph (El Aleph) (1949) ISBN 2070296660
Enquêtes puis Autres inquisitions (Otras inquisiciones) (1952)’La forme de l’épée en 1957’ * L’Auteur puis L’auteur et autres textes (El hacedor) (1960) ISBN 2070240371
L’autre, le même (El otro, el mismo) (1964)
Pour les six cordes (Para las seis cuerdas) (1965)
Éloge de l’ombre (Elogio de la sombra) (1969)
Le rapport de Brodie (El informe de Brodie) (1970) ISBN 2070375889
An autobiographical essay (1970) Jorge Luis Borges et Norman Thomas Di Giovanni
L’or des tigres (El oro de los tigres) (1972)
Livre des préfaces puis Préfaces avec une préface aux préfaces (Prólogos con un prólogo de prólogos) (1975)
Le livre de sable (El libro de arena) (1975) ISBN 2070374610
La rose profonde (La rosa profunda) (1975)
La monnaie de fer (La moneda de hierro) (1976)
Libro de sueños (1976).
Qu’est-ce que le bouddhisme? (Qué es el budismo?) (1976) ISBN 2070327035
Histoire de la nuit (Historia de la noche) (1977)
Sept nuits (Siete noches) (1980)
Livre de préfaces suivi de Essai d’autobiographie (1980) ISBN 2070377946
Le Chiffre (La Cifra) (1981)
Neuf essais sur Dante (Nueve ensayos dantescos) (1982)
Atlas (1984)
Les conjurés (Los conjurados) (1985)
Conversations à Buenos Aires (Dialogos Jorge Luis Borges Ernesto Sábato) (1996) Jorge Luis Borges - Ernesto Sábato ISBN 2264040424
Ultimes dialogues (1996) Jorge Luis Borges - Osvaldo Ferrari ISBN 2876780135
En collaboration avec Margarita Guerrero:
 
Le livre des êtres imaginaires (El libro de los seres imaginarios) (1967)
Par ailleurs, Borges a publié un grand nombre de chroniques, notamment dans Proa (1924-1926), La Prensa (1926-1929), Sur et El Hogar (1936-1939).
 
Bibliographie [modifier]
Christian Nicaise, La violence de Jorge Luis Borges ou L’épreuve du photomontage, Rouen, éd. L’Instant perpétuel, 1995.
Jean-Clet Martin, Borges. Une biographie de l’éternité, éd. de L’éclat.
Roger Parisot, Qui suis-je? Borges, Editions pardès
Jorge Luis Borges. Lecture d’une œuvre , Auteur : Julia ROMERO Editeur : EDITIONS DU TEMPS Référence : 2842742788

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى