الثلاثاء ١٥ آب (أغسطس) ٢٠٠٦
بقلم أديب قبلان

عيد النهاية

إنها شفاه الطلاب تنحني البسمة عليها ملونة بألوان الطيف السبعة ، لقد انتهت فترة شكلت عند الأغلب كابوساً وعند البعض فرحة تغمر القلوب .

إنه خلدون و عبد المنعم يجعلان المدرسة إحدى ذكريات الماضي السعيدة ، شادي وعمار يهديان المدرسة كلمات وداع إلى الغد البعيد

يخرج الطلاب فرحين مسرورين بانتهاء أيام امتحانات المرحلة الثانوية ودخول الإجازة التي ستكون عند البعض السعادة وعند البعض الآخر وقت فراغ سيملئ بالفائدة إما بالحج إلى بيت الله الحرام أو بالدراسة والاستعداد للفصل الدراسي الثاني .

دموع تنهمر من مقلتين فقط ، يا ترى لمن هاتين المقلتين ؟؟!! أهما لطفل أم لرجل أم لطالب ؟!

كنت متخذاً إحدى زوايا المدرسة مقعداً ، بعد كل امتحان أختلي بنفسي ، لا أدري لماذا ؟! بحثت ولكن لم أجد سبباً ، قد كنت أشعر بالوحدة عند جلوسي في تلك الزاوية المطلة على تلك الساحة الواسعة من الجهة اليمنى ومحصورة مع الجدار المثقوب ثقباً كان يجعل من ينظر إليه كأنه يرى شيئاً يستحق النظر .

لم أعرف سبب جلوسي طوال السنة الدراسية في ذلك المكان المضيء المظلم ، وفي كل الأيام لا أرى من الطلاب من يراني مع أنهم ينظرون إلي ولكنني أشعر أنني غير موجود .

وفي آخر أيام الامتحانات شعرت برغبة بالجلوس في تلك الزاوية المعتم ، وصلت... وجدت دموعي تسبقني للجلوس ، لم تنتظر أخذ أمري بل بدأت تنهمر مع ذكريات السنة ، لقد تأملت دموعي وتأملتني هي أيضاً فشعرت بالوحدة ، جميع الطلاب يخرجون فرحين إلا أنا لا أحد يأتي ليدعوني لأذهب معه لم أرى أفراداً بل رأيت جماعات يتبادلون القهقهات والضحك ، ثم أطرقت قليلاً لأتذكر المرحوم أبي ؟.

لقد كان الأب بحق لم أجد ما أسوغ به بكائي إلا حزني على أبي ووحدتي ، أربما لأنني لم أتعود لقاء الأصحاب طول السنة ، أم لماذا ؟؟؟ ، انتابتني حيرة واجتاحني شعور قسري بالصراخ ، لماذا ؟؟ لماذا كل هذا المقت ؟! إنه يوم النهاية يجب أن أفرح كما يفرح الطلاب .

إنه " عبد الرحمن " حارس المدرسة يتجه نحوي ، ذاك الرجل ذو اللحية البيضاء الذي تعمقت في وجهه التجاعيد المطوية إنه خير رجل رأيته لقد كان يتعرض لإهانات الطلاب دون كلام فقد كان يؤدي وظيفته كحارس لباب المدرسة ، لماذا أتى هذا الملاك إلى هنا ؟؟ إنه يقترب مني ،،،، لماذا ؟؟ !! ماذا يريد عبد الرحمن ؟؟؟
" لماذا تبكي يا طارق "

" إنها الوحدة يا عبد الرحمن "

" فأي وحدة هذه التي تلي آخر امتحانات الفصل ؟ "

" لم أكن يوماً وحيداً كوحدتي الآن "
فتبسم وقال لي " قم ... قم يا طارق .... إنه العيد ... عيد النهاية "


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى