الأربعاء ١٨ آب (أغسطس) ٢٠١٠
بقلم فريد النمر

قَدَحٌ يُمَوسِقُهُ الغِنَاءْ

"عَلى صَهْوَةِ هذا المَسَاءِ الطهْرِ قَدَرٌ يفتَتِحُ القلَوبَ مَرَاسَيَ نَشوةٍ للتَوبِ رغّبَتهَا فِيْ هَوَاكَ مَلائِكٌ تَمْنَحُهَا السَلَامْ "

قدَحٌ يمُوسقهُ الغناءْ
وَمَلائِكُ القَدَرِ الشَهيّ تقدّ مِن وَرَقِ المَسَاءِ خُيُوطَهُ
وَتشدّ في اللّيلِ الضَيَاءْ
وعَلى سَلَالِمِ خَفقةِ الرّوحِ المَصَابيحُ الندية كم تُنيرُ العُتْمةَ الخَرسَى وَتمنحُ مِن أسَاريرِ التَراتيلِ الهَوَى
أَرْتَالَ قَافِيةٍ تَمدّ لَمْلَمَةَ السَمَاءْ
يا مَوسمَ القَدَرِ الشّهيّ تَمُرّ مَا بَينَ القدَاساتِ النّذورِ والوّرْدَ، تَسبيحَ المُنى، يَفتَرّ في رَهَجِ الدّعَاءْ
هَذي عُطوركَ لمْ تزلْ بالذّكْرِ يَصْنعُها الرّجاءْ
مذْ انْ تراقصَ في دَمِ الغّيبِ السّنَا اوْدَعْتُ شَوقيَ وانتظرتُ الهَمسَ يُشرقُ مِنْ ثقوبِ النّورِ يَتشِحُ الذّكَاءْ
هذيْ مَعانيْكَ الكِبَارُ تَنَفّسَتْ عَيْنَ المُصَلينَ التّيْ جَفّتْ عَلى السّككِ الهّمُومِ
والليْلُ يَعتَصِرُ الضَحَى جَفْنَاً بنَارِ الإصْطِلاءْ
هلّا سَكَبتَ قلوبَنا يا شهْرُ انْسَانٍ..
لنَعْتَقلَ النّوَايَا منْ صَلاةِ الحُبّ كَأساً لابتِهالاتِ اللّقاءْ
هَذا عُرُوجُكَ نَفْحَةُ الذكْرِ المُرَتّلِ بَيننَا
فامْلأْ بَقايَانَا بإيْقَاعِ المَوَاجيْدِ الرَقيقةِ وابتَذِرْ آمَالنَا أشْهَى يَنَابيْعِ العَطاءْ
هذيْ خَطَايَانَا الجَمُوحَةُ تُجْهدُ النَفسَ المَنَى
فابدِلْ دِثَارَ الظلمَةِ الذّنبِ الكَئودِ مَآثِرا تَجْنِي الرّؤى وَجْداً
فَلا شَيئٌ يُضَاهِي خَفقةَ القلبِ المُشرّدِ انْ تَدَثرَ بالنَقَاءْ
مَا عَادَ ليْ يَا حُبُ قبلَ مَوَاسِمِ العِشقِ اليَقينِيّ انطِلَاقٌ
فابتدِئ عَزفِي بَنَايِ الطِهْرِ حُلمَا آخَرَا
واكسي رتاجَ العُمْرِ أشذاءً يُهَدهِدُهَا الخَفَاءْ
يا نهيرات رجائي صَمَتَ الوَقتُ ..ولوني قبلة الشوْقِ المُغنّي فاشعلْ اللحْظَةَ فِي عَيْنَيَّ مَصْبَاحَا يَرُدّ الإنْطِفَاءْ
وأنثرْ الحبّ يَقيناً فمِنْ الغَيبِ غَسَلتُ الشَهْوَةَ السَكْرَى وَحِيْدَا
وَرَشَفْتُ اللّغةَ اللّذْةَ مِنْ وَجْهِ الدّعَاءَاتِ وَتَأنِيبِ الشّقاءْ
وَتَغَاريدُ البُكَاءَاتِ السَخِيّةِ أكْؤُسٌ تَشْتَاقُ مِنْيّ هَمَسَتْ بَعْضَ سُكونِ الوَقتِ أنهَارَ الوَلَاءْ
يا لَحْظَةَ الفَجْرِ..
وَأسْمَاعُ الأذَانَاتِ النّمَاءِ يَلُوحُ فِيهَا الكُبْرِيَاءْ
ظَمَأٌ يُرَاودُ مُقلتي ..فَوَرَدْتُ زُنْبُقَةَ العّبُورِ مِنْ صُبحِكِ العُذرِيّ نَافِذَةَ البَهَاءْ
والوَقتُ مُتحِدُ النّذُورْ
وَرُؤى الفَوَانِيسِ المَسَاءِ تَفِيضُ مِن وَهَجِ النَبِيّيِنَ المَثَانِي حَينمَا تُذكِيْهِ شَقْشَقَةُ النّدَاءْ
نَسْتَعْذِبُ الغَسَقَ الجَمَيْلَ يَلُفّنَا وَصَحَائِفَ الدَمْعِ المَذوّبِ بَيْنَنَا وَرَقُ الشّغَافِ الحُبّ
تَبْتَذِلُ التّرَابَ لشِهْقةٍ اذا تَوَسّلَهَا المَسَاءْ
والقَلْبُ أشرَعَةٌ يُدَاعِبُهَا الحَنِينُ ببَسْمَلاتِ الإصْطِفَاءْ
عَزَفَتْ خَلَايَاهَا بنَزفِ الكونِ وَرْدَا أبْيَضَا
وَمَشَاهِدُ الرَمَقِ الحَبَيْسِ
بالحُبّ تنْبِتُ في يَدِيْ غَزَلَاً يَمُدّ الأشْتِهَاءْ
فالشّوقُ أَوّلَهُ الحَنِيْنُ ...والعِيْدُ أَوّلَهُ الغِنَاءْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى