السبت ٢٤ شباط (فبراير) ٢٠٠٧
بقلم علي دهيني

كيف لا أحبك...!

أيها الفجر الآتي من عينيه...
الهامس على وجهي الشاحب...
كنسمةٍ ربيعية.
طيفكَ يسكنُ ذاكرتي
يسألني كيف أحِبـُّك؟
وكيف لا أحبك..؟!
تمشي في حدائق أفكاري
تخطُّ بهامتِكَ دفترَ ذكرياتي..
أتـلو معكَ كلماتٍ تسكنُ سمعي
كما يسكنُ القمرُ عِبّ السماء.
إن يَغِب صوتكَ.. لا تغيبُ الكلمات...
حرارة مشاعرها تـُسيل الدّم من النبضات..
ويرتجف القلب من الرعشات..
يحوطني وجهكَ..
يسألني : لماذا أحِبـُّك..؟
وكيف لا أحبك..!
كنت أبحث عن معناها..
حين عـرفـْتـُكَ....
عرفتُ معنى أن أكون موجودة في هذا العالم..!
كي أحبك...!
صار للحياة طعم
وللكلمات طعم
وللوجع طعم...
عند كل غارة..
كان وجهُـكَ أمامي...
عند كل انفجار قذيفة ..
كان وجهُـك أمامي..
فوق التـِّلال... عند الهضاب...
لأول مرة أراك غاضب....
حين أخرجو فاطمة،
من تحت الركام،
حيث تنام...
رأيتـُكَ أمامي... تحملُ حلمها بيدك..
تمسحُ عنه غـُبار البارود..
نامت تتأبط حلمها.. ولم تستيقظ بعد..!
لن تستيقظ زينب..
أحمد.. عادل... حسن وهناء...
مصطفى.. غسان.. حسين وصفاء...
فـ " قـانـا " تعوّدت موت الأطفال..
رأيتك تلمّ لعبتها في مروحين...
من بين الأشلاء..
مع كل الأحباب...
الصواريخ الذكية رمتها هناك..
وأكملت طريقها....
توزع الهدايا على باقي القرى..
رأيتك أمس بأحلى صورك...
تهمس لي: هل أصدقتُ الوعد...؟
أخذتُ وردتكَ في شعري..
ورقصتُ بين الصبايا في العرس الكبير...
زغْرَدوا للبطل... علمت أنك أنت
انكم أنتم... كلهم أنت.. وانت كلهم..
المحتل ولىّ هارب...
يسكنكَ الحبُّ.. وتسكنني أنت....
تذكّرت الآن... أني أسكُنكُ كتُراب "عَـيْـثَـا " ...
كنت تهمس لي :
"انتظريني في "وادي الحجير"...
لاقيني في "الغندورية" "..
لمَمْتُ صورتكَ التي تركتها في "مارون الرّاسْ "...!
ضحكت كثيرا.. قالوا سيقهرونك هناك..؟
ضحكت أكثر.. قالوا سيهزمونك في "بِنْتْ جْبَيْـلْ"..!
أتتني الضحكات في كل مَسامي...
من كل باب...
من "حولا" .. من "الخيام".. من "العديسة"..
من "كفركلا"....
آه... كيف لا أحبك...؟
وهمسك يأتيني الآن.. يضمني...
طيفك يلفني.. لأغفو في أحضان عينيك...
كم أحب أن اسمعك تعيد:
"هذه الأرض مقدسة..
لن يستقر فيها غاز ٍ...
لن يحتلها غاصب"..!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى